ولنا رأي

لقاء الاتحاد برؤساء التحرير!!

دعا الاتحاد العام للصحفيين السودانيين أمس الأول إلى اجتماع طارئ إذا اعتبرنا الاجتماع جاء لظرف محدد ولمناقشة أمر طارئ، فاجتمع عدد من رؤساء التحرير بمشاركة رئيس الاتحاد الأستاذ “الصادق الرزيقي” والأمين العام الأستاذ “صلاح عمر الشيخ” وبمشاركة عدد مقدر من رؤساء التحرير. لم أكن من ضمن المشاركين رغم الدعوة التي وصلتني من سكرتارية الاتحاد عبر رسالة (sms)، كنت مقتنعاً أن الاجتماع لن يقدم ولن يؤخر فيما تراه الدولة أو تراه الجهات المختصة فيما يتعلق بالصحف ومصادرة الأعداد المطبوعة بأثر رجعي، نتيجة لمخالفة ارتكبتها الصحيفة الفلانية، فالجهات المختصة لها مبرراتها في عملية المصادرة ولذلك لن تجدي تلك الجلسات واللقاءات والاجتماعات. فكم من مرة جلس رؤساء التحرير مع الجهات المعنية وكان لها مبررها في القرارات التي تتخذها .. صحيح أحياناً قد تصل الأطراف إلى منطقة وسطى أو تصل لاتفاق مثلاً كما حدث في إطلاق سراح بعض الصحفيين أو إعادة صحيفة موقوفة، ولكن تتكرر نفس العملية بعد فترة.
أنا لا أحبط همم الاتحاد العام للصحفيين ولا الإخوة رؤساء التحرير ولكن قناعتي تقول: يجب علينا أن نفتح طاقة مع الجهات العليا في الدولة لمناقشة أمر الصحافة عامة، ليس مصادرة هذه الصحيفة أو تلك ولكن مناقشة الصحافة عموماً إيجابياتها وسلبياتها وهل الدولة فعلاً محتاجة إلى هذا الكم الهائل من الصحف، وما هي الطريقة المثلى التي ينبغي أن تعالج  بها القضية ابتداءً من الناشرين ومجلس الصحافة والاتحاد الذي يمنح البطاقة لكل من هب ودب؟ وهل فعلاً لدينا صحف وصحفيون؟ وهل الصحف ملتزمة بمنح الصحفيين حقوقهم كاملة؟ وكيف نمنع تسول الصحفيين؟ وإلى أي مدى ملتزمة الصحيفة بتدريب وتأهيل الصحفيين ومن هو الصحفي فلابد من تعريف لهذا الصحفي، وهل الصحف تقوم بواجبها تجاه منتسبيها وتجاه الوطن.
إن قضية الصحافة كبيرة ويجب ألا نحصرها في مصادرة هذه الصحيفة أو تلك. وفي ظني أن الحريات الموجودة الآن لم تتوفر عندما كانت الإنقاذ في بداياتها، ولا في ظل الديمقراطية الثالثة ولا إبان حكم الرئيس الأسبق “جعفر نميري”. كلنا يعلم أن هناك خطوطاً حمراء يجب ألا تتجاوزها الصحافة ولا الصحفيون، والصحافة ملتزمة بها تماماً وكل صحيفة وكل صحفي يعرف حدوده تماماً، ولكن هناك قضايا لا تستطيع الصحافة ولا الصحفيون أن يغمضوا أعينهم عنها فلابد من الإشارة إليها، وأحياناً لا ترقى أن تكون القضايا المسلط الضوء عليها جريمة يعاقب عليها بالمصادرة.. فطالما الصحافة ملتزمة بالمعايير المهنية فهنا يجب أن تغض السلطات الطرف عن تلك الهنات وألا تجعل منها حدثاً يضر بالصحيفة وبالوطن وبالجهات المسؤولة.
إخوتي في مجلس الصحافة وإخوتي رؤساء التحرير نأسف لعدم المشاركة في اللقاء الخاص بمناقشة قضية مهمة وهامة لنا نحن الصحفيين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية