روضة أسطورية في "مؤسسة إسماعيل الولي التعليمية"!!
بقلم – عادل عبده
بعيداً عن رمضاء السياسة وفصولها الدامية ومنطقها العقيم.. نحاول أن نستريح قليلاً من ويلات هذا الداء العضال!! لم يعد يستهوينا الاحتراق الماثل للعيان في الساحة السودانية والتقاطعات الواضحة بين الحكومة والمعارضة.. وأمامنا إرهاصات العاصفة الهوجاء تدق طبولها وعيوننا تلتقط مشاهد اللوحة الداكنة التي ربما تقضي على الأمل والعشم!!
في ثنايا تلك المعطيات الموجعة نبحر إلى حدث ملحمي هروباً من الحالة السياسية التي شطّ بها المزار!! حيث نجد صورة حافلة بالدلالات والمعاني الفريدة، فالحدث ربما يكون نادر التكرار والمذاق.. ها هي “مؤسسة إسماعيل الولي التعليمية” تحتفل باليوبيل الفضي لروضتها التي تخرج من أروقتها على مدى (25) عاماً أرتالاً من الرموز والعلماء والشخصيات الفذة في المجتمع.
لم يكن حدثاً عادياً على النمط الطبيعي، بل كانت صورة مختلفة على أعتاب النكهة العصرية والإبداع المتألق، فقد رسمت “مؤسسة إسماعيل الولي” تلاحقاً قوياً وترابطاً راسخاً يتأطر في العلاقة المتينة مع الدارسين الذين تخرجوا من الروضة الملحقة قبل ربع قرن من الزمان، فكان الحبل الممدود والمغنطيس الجاذب بين “مؤسسة الولي التعليمية” وهؤلاء الدارسين في الروضة الذين أصبحوا الآن أطباء ومهندسين ومحاسبين وزراعيين وقانونيين، فالحدث كان كبيراً ودافقاً بشهادة عالية من الوفاء والحكمة والتواصل.
في الصورة المقطعية أدخلت “مؤسسة إسماعيل الولي التعليمية” مفاهيم عميقة وإيقاعات بليغة عندما أدركت خصوصية ومزايا المنبع الأكاديمي الأول المتمثل في الروضة ودوره الفاعل في بناء المجتمعات، فكانت تلك الاحتفائية البهيجة التي انتظمت في أمسية الجمعة 20 فبراير الجاري بـ(مسرح قاعة الصداقة) بتخريج تلك الكوكبة المستنيرة.. وكم كان الدرس بليغاً والرسالة صادقة وقبل ذلك كان النظر للبنية التحتية للتعليم مهضوم الحقوق لا يجد الاهتمام الملحوظ، كان هنالك الأمير “أحمد سعد” وزير رئاسة مجلس الوزراء، والأستاذ “عبد المحمود النور” وزير التربية والتعليم ولاية الخرطوم، والأستاذة “مثابة حاج حسن” رئيس لجنة الخدمات بتشريعي الخرطوم، و”سيد زكي” وزير المالية الأسبق.. وتعطر المكان بعبق الشيخ “إسماعيل مصطفى البكري تاج الأصفياء” رئيس السجادة الإسماعيلية، فضلاً عن مشاركة “أحمد هلال” نائب مدير عام (بنك الصادرات)، والدكتور “محمد سليمان” والدكتور “علي قاقارين” والإعلامي “إسماعيل طه” وأسرة التعليم الخاص، علاوة على الحضور الكثيف الذي ضاق به المكان.
في اللوحة الظليلة كانت الأستاذة “نفيسة إسماعيل مكي” الشهيرة بـ(نفيسة الولي) صاحبة العرس الكبير في قمة الابتهاج والغبطة وهي ترى كرنفالها يسري في الدواخل ويبقى طازجاً في الذاكرة ليكون نبراساً على طريق العلم والاستنارة.
كانت صور الاحتفائية شريطاً يدق في خلجات النفوس ويتوغل في العقل والمنطق.. وكم شاهدنا طفلة يافعة من الروضة تتحدث الانجليزية بطلاقة.. وكم طوفنا مع إيقاعات الكورال الجميلة.. بل قضينا لحظات مترعة مع الملحمة التوثيقية الدالة على الأعمال الإبداعية.
“مؤسسة الشيخ إسماعيل الولي” الشامخة التي كان روادها الدائمين “الشريف زين العابدين الهندي” والزعيم “محمد إسماعيل الأزهري” لابد أن تكون ملهمة ومركبة من نسيج يخطف الألباب والأبصار لا يعرف الوهن والخمول.
المحصلة كانت روضة أسطورية من “مؤسسة إسماعيل الولي” تفتح الباب على مصراعيه لمحاربة الانكسار التربوي والإمساك بالعصب الكهربائي للتعليم!!