مرشحون يكذبون على أنفسهم فهل نصدقهم؟؟
وصلت العملية الانتخابية مراحلها النهائية ولا أظن أن هناك رجعة أو تراجعاً عن قيامها في الثالث عشر من أبريل القادم، وغداً (الأحد) ستعقد المفوضية بكامل أعضائها لقاءً بفندق القران هوالدي فيلا مع ممثلي أربعة وأربعين حزباً للتشاور حول عملية الاقتراع التي باتت قاب قوسين أو أدنى، ولكن الذي يحير في انتخابات 2015م، المرشحون لرئاسة الجمهورية والمنافسون للرئيس المشير “عمر البشير” الذي قاد البلاد خلال خمسة وعشرين عاماً… وأولئك المرشحون الجدد الذين لا أحد يعرفهم ويدعون في تصريحات أو لقاءات عابرة معهم، أنهم متأكدون من فوزهم (100%). كان هناك واحد من أولئك المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية ولم يتمكن من تكملة إجراءات الترشيح، وحينما سئل عن نسبة فوزه قال قد تصل لأكثر من سبعين بالمائة، هذا كان صادقاً ولكن كالدكتورة “فاطمة عبد المحمود” المرشحة لرئاسة الجمهورية وفي مقابلة معها أكدت اكتساحها الانتخابات، وقالت سوف تبيع ممتلكاتها لخوض تلك الانتخابات. نحن لسنا ضد ترشيح الدكتورة “فاطمة عبد المحمود” ولسنا ضد ترشيح المرأة ولكن بالعقل والمنطق، هل تستطيع الدكتورة “فاطمة” الفوز على رئيس تربع على الحكم خمسة وعشرين عاماً ووجد مساندة من أربعة وأربعين حزباً إضافة إلى جماهيرية حزبه. هل بالمنطق نقول إن الدكتورة “فاطمة عبد المحمود” سوف تحظى بأرقام فلكية من الناخبين لتفوز على الرئيس، وأين أعضاء الحزب الاشتراكي المايوي الذي يقف إلى جانبها، أين جماهير الحزب المايوي الآن، وفي أي مكان وفي أي منطقة؟ وماذا يعملون”؟ وهل هذا الحزب عقد مؤتمراته ليؤكد أن له جماهير مازالت قائمة؟؟ إن الحزب الاشتراكي المايوي انتهى بانتهاء مايو لأن معظم الذين كانوا في الحزب أصحاب مصالح، وما أن انتهت المصلحة انتهى الحزب. لقد كان الاتحاد الاشتراكي آنذاك ملء السمع والبصر فاق وقتها كل الأحزاب العقائدية الكبيرة الأمة والاتحادي الديمقراطي وحتى الجبهة القومية الإسلامية لم تجد وقتها جماهير كجماهير الاتحاد الاشتراكي الذي تمدد في كل ولايات السودان، ولكن أين هم بعد زوال النظام المايوي ولو كانت تلك القاعدة الجماهيرية العريضة متمسكة بالحزب على الأقل كانت دافعت عن الثورة قبل زوالها. فالدكتورة “فاطمة عبد المحمود” كان يفترض أن تحافظ على تاريخها الذي بنته إبان الحقبة المايوية. أما الآن فلا أظن أنها ستحظى بالقبول ولو نكاية في المؤتمر الوطني. أما بقية المرشحين أيضاً أسماء لم تكن متداولة في الساحة السياسية ولا في ساحة المجتمع، أسماء لم نسمع بها طوال الخمس وعشرين عاماً الماضية، ولم نعرف ماذا قدموا لهذا الوطن كمخترعين أو أصحاب تاريخ مجيد في هذا الوطن. ومنصب رئيس الجمهورية منصب رفيع ويجب من يتقدم للترشح له أن يكون قدر المنصب، ومن لم يكن صادقاً مع نفسه لن يكون صادقاً مع شعبه فتنازلوا يرحمكم الله.