المعلمون والأحذية
نشرت بعض الصحف الصادرة بولاية الخرطوم كما تناقلت الخبر المواقع الإسفيرية، أن معلمة بولاية النيل الأبيض قذفت والي الولاية “الشنبلي” بالحذاء في مؤتمر عام حضره الدكتور “عوض الجاز”، قالت المعلمة إنها تريد أن يعلم دكتور “عوض” بسوء الوالي. ولكن تلك المعلمة التي تحاول أن تنشئ جيلاً صادقاً ينبغي عليها أن تعلم نفسها كيف تحتمل الصبر، وكيف تعالج مشاكل تلاميذها إن كانوا صغار السن أو في طور المراهقة وفي كلا المرحلتين يحتاجون إلى الصبر والاحتمال، ولكن تلك المعلمة مهما بلغ بها الضرر من هذا الوالي فينبغي أن تتحلى بالصبر وأن تضغط على نفسها ومشاعرها حتى لا تسئ إلى قيادتها، إن كانت تلك المعلمة مؤتمراً وطنياً أو حزباً شيوعياً أو حزب أمة.
المعلمون دائماً يتحملون جراحات الآخرين ولا يتصرفون إلا بعقولهم وليس بعواطفهم، فالسيد الوالي لا تربطنا به أي علاقة ولم نجلس معه في يوم من الأيام ولكن احترام الآخرين واجب، وهؤلاء الولاة مسؤولون لدى آخرين فإذا تضرر الشخص من أفعالهم بالإمكان رفع المظلمة للجهة الأعلى، لأخذ الحق منه إذا كان الوالي فعلاً نتج منه ضرر للآخرين.. فما فعلته تلك المعلمة تصرف دخيل على مجتمعنا السوداني ولم نسمع في يوم من الأيام أن تجرأ أحد بمثل هذا التصرف، حتى في المنزل حينما ترفع الأم الحذاء أو الشبشب على ولدها أو بنتها تجد توبيخاً من أمها أو من أختها أو من زوجها، لأن هذا التصرف له مقولة عندنا والكل يعلمها ولا نريد أن نكتبها هنا.
لقد استخدم “منتصر الزيدي” الصحفي العراقي الحذاء عندما قذف به رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “بوش” الابن، باعتباره ساهم في قتل أبناء العراق رجالاً ونساءً وأطفالاً، ولذلك حينما تصرف هذا التصرف لم ينتقده عليه أحد بل وجد الثناء والتعاطف من الأمة العربية التي كانت تعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية أضرت بالعراق وبشعبها، ولكن ماذا فعل والي ولاية النيل الأبيض لتلك المعلمة وعلى أسرتها هل شردهم؟ هل قتلهم؟ هل ساهم في تبديد مال الدولة؟ هل تضررت منه في عدم نقلها إلى الجهة التي ترقب في العمل فيها؟ هل أحال زوجها أو والدها للصالح العام؟ ماذا فعل هذا الوالي حتى تستخدمي هذا الحذاء في حضور قيادات كبيرة مثل الدكتور “عوض الجاز”، وماذا فعل حذاؤك لهذا الوالي هل حط من قدره هل أعاد مالاً مسلوباً أو أعادك إلى وظيفتك إن كنت فقدتيها.
إن التصرف الذي قامت به هذه المعلمة لا يمت بصلة إلى التعليم ولا إلى خلق أهل السودان، فعودي إلى رشدك فاعتذري عما فعلتيه.