عدوى الانقسامات تصيب حركة التحرير والعدالة!!
عدوى الانقسامات والصراعات داخل الأحزاب السياسية يبدو أنها قد أصابت حركت التحرير والعدالة التي تحولت إلى حزب سياسي، جزء يقوده الدكتور “التجاني السيسي” رئيس السلطة الإقليمية لدارفور، والآخر يقوده “بحر إدريس أبو قردة” وزير الصحة الاتحادي، الأمين العام لحركة التحرير والعدالة .
حركة التحرير والعدالة كانت ثمرة جهود الدوحة التي جاءت باتفاقية الدوحة وجاءت بالسلطة الإقليمية لدارفور ولكن هذا حال السودان والساسة في السودان لا يتحملون بعضهم البعض فالمال وكرسي السلطة أحد إشكالات المواطن السوداني.
السيد “بحر إدريس أبو قردة” وزير الصحة، الأمين العام لحركة التحرير والعدالة عقد ظهر أمس بمطعم (فنيسيا) مؤتمراً صحفياً تحدث فيه بكل صراحة وشفافية عن الحركة وعن الإشكاليات التي واجهت السودان وما زالت، خاصة في المناطق التي تعاني من التنمية مثل دارفور والشرق وحتى الجنوب قبل الانفصال. وقال السودانيين ومنذ الاستقلال لم يتفقوا على برنامج سياسي وطني، وقال إن المستعمر وضع ثمانمائة وظيفة آنذاك ولكنها لم توزع بعدالة على كل مناطق السودان فدارفور افتقرت إلى التعليم ولم يكن هناك متعلمون حتى يحظوا بجزء من تلك الوظائف وضرب العديد من الأمثلة التي أدت إلى تخلف السودان مقارنة بالدول المجاورة مثل تشاد وإثيوبيا اللتين نهضتا بسرعة.
الوزير “أبو قردة” عزا مشاكل السلطة الإقليمية لدارفور لتكريس كل السلطة في يد الدكتور “التجاني السيسي” وقال منذ أن تكونت السلطة منذ ما يقارب السنوات الأربع لم تعقد عدا أربعة اجتماعات فقط، وأن منطقة دارفور لم تقام فيها المشروعات التي قدر عددها بألف ومائة مشروع بينما هناك ستون مشروعاً، لم يظهر على الطبيعة منها إلا أربعة مشاريع.
السيد الوزير ألقى باللائمة لفشل السلطة كلها على الدكتور “السيسي” الذي لم يتجاوب مع منسوبيه، ولم يكن موجوداً على أرض دارفور لمعاينة المشاريع أو تفويض من يقومون بالعمل نيابة عنه.
الوزير قال: (لقد بدأنا في تكوين حزب سياسي وسنخوض الانتخابات بكل مراحلها). وقال: (لقد دشن الحزب مشروعه في دارفور وسوف يقوم بجولات ميدانية لعدد من ولايات السودان المختلفة حتى يصبح الحزب قومياً وليس حزباً خاصاً بأبناء دارفور). السيد الوزير قال: (لقد بدأنا في عملية دمج القوات وأخذنا استثناء مؤقتاً من المفوضية القومية للانتخابات لإكمال الإجراءات المتعلقة بالدمج بغية التحويل الكامل لنكون حزباً سياسياً). وقال إن خطابهم السياسي سيخضع للدراسة والنقاش.
الوزير “أبو قردة” كان واضحاً وصريحاً في إجاباته مع رؤساء التحرير وكتاب الأعمدة والصحفيين. وقال إنهم ليست لديهم مشكلة مع الدكتور “التجاني السياسي” وعلاقتهم الاجتماعية مستمرة وقدموا واجب العزاء في وفاة زوجته وسيظلون على اتصال دائم معه كما سيظلون في شراكتهم السياسية مع المؤتمر الوطني.
هذا حال حركة التحرير والعدالة التي لم تمض عليها سوى أربع سنوات فلا ندري ما مصير بقية الحركات الدارفورية التي لم توقع، هل سيصيبها داء المرض السياسي السوداني أيضاً إذا وقعت؟.