ولنا رأي

الفرق ما بين "الترابي" و"الفاتح عز الدين"!!

لم تكن هي المرة الأولى التي يغضب فيها الصحفيون ويقاطعون نشاط جهة تنفيذية أو تشريعية، ففي كل فترة يحتدم الخلاف بين الصحفيين وتلك الجهات، والسبب الصحفي يسعى للحصول على المعلومة وتلك الجهة ربما ترى أن الوقت لم يحن للإعلان عن تلك المعلومة، بوزارة محددة أو برلمان أو أي وزارة من الوزارات الأخرى التي يرابط الصحفيون فيها طوال اليوم للحصول على معلومة ما.
قبل أيام قاطع الصحفيون المكلفون أو مندوبو الصحف المكلفون بتغطية البرلمان، قاطعوا البرلمان احتجاجاً على سياسات رئيس البرلمان الدكتور “الفاتح عز الدين”. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يختلف فيها الدكتور “الفاتح” ومناديب الصحف بالبرلمان، وقبل ذلك أيضاً حدث خلاف بين صحف البرلمان ومولانا “أحمد إبراهيم الطاهر” رئيس البرلمان السابق، وبعد مقاطعة استمرت لعدة أيام اعتذر مولانا “أحمد إبراهيم” وعاد الصحفيون معززين مكرمين. واليوم تجدد نفس الصراع مع مولانا الدكتور “الفاتح” وها هو أيضاً يخرج ويعلن اعتذاره للصحفيين. تلك المؤسسات من المفترض أن تكرم الصحفيين أو مناديب الصحف الذين يقومون بتغطية نشاطها.. مجموعة من الصحفيين ولشهور أو سنين يظلون يومياً ويقومون بتغطية نشاطات الوزارة أو المؤسسة، فبدلاً من تكريمهم على الصبر الطويل ونشر أخبارهم يكون الجزاء الحرمان من المعلومة أو الطرد أو الإساءة إليهم. هؤلاء أصبحوا جزءاً من تلك الوزارة أو المؤسسة ينبغي أن تحسن معاملتهم. أذكر في وقت مضى كنا نقوم بتغطية نشاط ديوان النائب العام إبان الديمقراطية الثالثة فخلقنا علاقة حميمة وقتها مع مولانا “عمر عبد العاطي” النائب العام آنذاك ومازالت تلك العلاقة ممتدة بيننا وبينه، فإذا ما التقيناه يسألك أين “شادية حامد” وأين “نجوى حسين” وأين فلان الفلاني، وكذلك حينما اعتلى الوزارة مولانا الدكتور “حسن الترابي” كان مخصصاً يومين في الأسبوع لمقابلة الصحفيين، لم يثر على شخص ولم يطلب من صحفي مغادرة الوزارة أو منعته الوزارة من دخولها، بل أصبحت هناك علاقة ممتدة بين الصحفيين والمستشارين والعاملين بوزارة العدل إلى الآن، فدخلنا بيوتهم ودخلوا بيوتنا حتى في الفرح أو الكره يكونوا أو نكون حاضرين. ومن الطرائف والعلاقة الممتدة بيننا والشيخ “حسن الترابي” وبعد طوال غياب التقيته في حفل للسفارة القطرية، فسلمت عليه وقلت “صلاح حبيب” فرد على (أنت، أنت بتتنسي) فكان بيني وبينه جدال آنذاك إذ أنه كان يعتقد أن صحيفة (الأيام) التي كنت أعمل فيها شيوعية، فكانوا يسلخون حزب الجبهة القومية الإسلامية في مقالاتهم، فكنت أقول له هل الأخبار التي نأخذها منك بتتحرف فيجيب بالنفي فـأقول له أنا ما مسؤول عن المقالات فأنا مسؤول عن الأخبار التي أخذتها منك. فهذه واحدة من العلاقات المتميزة بيننا والمسؤولين ولذلك ينبغي أن يعلم دكتور “الفاتح عز الدين” أن الصحفيين ليس لهم خلاف معه ويجب أن يحسن معاملتهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية