ولنا رأي

الانتخابات تدخل اللحم الحي..!!

أسدل الستار أمس(الخميس) على عملية الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية وقائمة المرأة والأحزاب والدوائر الجغرافية والولائية، وبهذا تصبح انتخابات 2015م قاب قوسين أو أدنى من نهاياتها، رغم مقاطعة الأحزاب الكبيرة الأمة القومي والشعبي والشيوعي، فيما يشارك في هذه الانتخابات المؤتمر الوطني والحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) وحزب الأمة المتحد والفدرالي، وربما يدخل الحلبة في آخر لحظة حزب الأمة القيادة الجماعية برئاسة دكتور “الصادق الهادي المهدي”، وحزب الأمة الذي يتزعمه الأستاذ “الزهاوي إبراهيم مالك”. وبلغ عدد المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية حوالي تسعة أشخاص من بينهم ستة أحزاب، فالمشير “البشير” على قائمة تلك الأحزاب و”محمد الحسن محمد الحسن” و”محمود عبد الجبار” والدكتورة “فاطمة عبد المحمود” عن الحزب الاتحادي الاشتراكي و”ياسر يحيى” وهناك عدد من المرشحين المستقلين من بينهم “خيري بخيت خيري خضر” و”حمدي حسن” و”أسد النيل عادل يس حاج الصافي” و”أحمد الرضي جاد الله سليم”، إضافة إلى مرشح مستقل آخر. بعد انتهاء عملية الترشيح ستبدأ مرحلة الطعون فإذا كانت هناك اعتراضات على المرشحين تعرض على المحاكم المختصة بذلك، ومن ثم إعلان الكشوفات النهائية لتبدأ بعدها الحملة الانتخابية.
لاحظنا أن هناك عدداً من المرشحين المستقلين ولكن حتى أمس لم يتمكنوا من تكملة إجراءاتهم خاصة فيما يتعلق بمبلغ العشرة آلاف جنيه، وعدد المزكين والبالغ عددهم خمسة عشر شخصاً من ولايات السودان المختلفة، وهؤلاء المرشحون في ظني لم يكونوا جادين في خوض هذه الانتخابات لما تلكأوا في عملية الإجراءات والمطالبة برفع مبلغ العشرة آلاف جنيه والاستثناء عن المزكين، فلا أدري كيف يتقدم شخص ليحكم البلاد ولم يتوفر لديه مبلغ عشرة آلاف جنيه ولم يحظ بمعرفة عدد من المواطنين، فمنصب رئيس الجمهورية له هيبته ومكانته وقدسيته فليس من المنطق أن يأتي شخص غير معروف ليحكم البلاد ليس على المستوى الشخصي، ولكن حتى على مستوى الإنجازات التي قدمها أو المساهمات التي قام بها داخل الوطن، والدور الذي يمكن أن يؤهله لهذا المنصب الرفيع. ففي الولايات المتحدة الأمريكية الشخص الذي يتقدم ليحكم الولايات المتحدة الأمريكية على الأقل يكون له نشاط معروف، ولا يمكن أن يتقدم شخص غير معروف. فالديمقراطية في كل العالم تدعم كل من يسهم داخل وطنه، فالآن إذا جاء إلى مفوضية الانتخابات مساح أحذية ليترشح لمنصب رئيس الجمهورية، فأخونا “جعفر” وهو المسؤول عن منح استمارات الترشيح سيقدم له الطلب طائعاً مختاراً ولن يقف في مواجهته، طالما القانون أعطى الحق لأي شخص أن يترشح، ولذلك نأمل في الانتخابات القادمة أن تكون هناك ضوابط محكمة لمنصب رئيس الجمهورية، حتى لا يأتينا أشخاص غرضهم إما مكسب مالي أو شهرة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية