من وحي الأخبار

الكادوك!

بدا لي التصريح المنسوب لأحد القيادات الاتحادية من تيار مولانا “الميرغني” والذي زعم فيه أن الحزب الحاكم وللحصول على ثقل اسم آل “الميرغني” وحزب الحركة الاتحادية في الانتخابات عمل (كادوك) لنجل “الميرغني” الذي يتزعم الآن فريق الساعين للمشاركة في الانتخابات بالحزب الأصل، بدا لي هذا التصريح طريفاً وأقرب ما يكون للمزاح من أن يكون اعتقاداً كبيراً ومسؤولاً من شخص يفترض به طالما أنه شخص مقدم في حزبه لدرجة مخاطبة الرأي العام، فكان حري به أن يطرح قولاً أكثر موضوعية من هذا، إذ كيف لعاقل أن يؤمن بأن حزباً ما يستخدم السحر والشعوذة في كسب مواقف من خصومه،
ولو كان ذلك كذلك أعتقد أن الحكومة تهدر مالاً كثيراً وجهداً في مفاوضات وملاحقات مع متمردين هنا وهناك، وهذا خلاف إهدارها لأرواح شباب نضر من القوات النظامية في معارك التحرير والاسترداد للأرض وعوضاً عن تلك الكلفة فحسب القيادي الاتحادي ووفقاً لنظريته فلماذا لا تقوم الحكومة بـــ(تكتيف) متمردي دارفور وقطاع الشمال وحكومة “أوباما” في البيت الأبيض نفسه؟!
أولئك أولى بالـ(الكادوك) من نجل “الميرغنى” فيما أعتقد مع احترامنا للرجل المبجل، وقطعاً فإن هذا حديث هراء وجانب آخر يكشف حجم التردي الذي طال الوعي السياسي بالبلاد، إذ كان يمكن اجتاح أية أسباب موضوعية وعقلانية عوضاً عن هذا الشطط في التفكير، ولو أن للاتحاديين موقف ضد رغبات زعيم حزبهم وأنجاله فليكن، ولتقم الطائفة الواقفة على ذلك بعرض شروحاتها وتبيان موقفها بكل السبل السياسة والإعلامية (أعتقد أنه ليس من بين ذلك إصدار بيان مطول كإعلان دون إظهار الجهة أو الجماعة التي تخاطب الناس بكلام جميل)، كل هذا ممكن ومتاح بل وأكثر من ذلك فإنه يمكن للاتحاديين الذين يظنون أن مولانا “الميرغني” يدير الحزب وفق قراره هو لا قرار القيادات يمكن لهم الانسلاخ وتكوين الاتحادي الذي يخصهم أو يمكن فوق ذلك عزل “الميرغني” نفسه، وقد فعلها الإسلاميون مع “الترابي” ولم تقم القيامة.
لا أؤمن بأن لمخلوق قدرة على أن يفعل شيئاً بآخر ضد مشيئة الله، لا أتصور أن الاعتقاد في الأناطين الذي عرف في الرياضة وخاصة كرة القدم وما شاع حول ذلك من خرافات بالملاعب يمكن أن يكون متاحاً في الوسط السياسي، وهو في الأولى محض أساطير وأولى أن يكون كذلك في الثانية، ولكن الأمر عندي له تفسير وهو أن الأحزاب المعارضة بلغ بها الضعف وعدم الحيلة ثم قلتها مستوى لم تعد معه تدرك حتى ما تقول، وإزاء ضعفها عن مواجهة تصرفات بعض أجنحتها ومواقفها لم تجد سوى إطلاق مثل هذه التصريحات المضحكة والتي أتوقع أن الجمهور تعامل معها بتهكم مريع وبحزن أعمق، لان الشعب الآن تعاظمت مصيبته وعظمت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية