"الميرغني" ليس كصنم العجوة..!!
شغل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الساحة السياسية بما أحدث من ربكة حول خوضه انتخابات 2015م أو مقاطعتها.. فالقيادات التاريخية منهم “أبو سبيب” وغيره من القيادات تعتقد أنها الأصل، وليس مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني”، لذلك هم الذين يقررون بشأن الحزب سواء مشاركة أو مقاطعة.. لكن المنطق يقول إن تلك القيادات جلها تستمد قوتها وقراراتها من مولانا “الميرغني” وقرار لا يتخذه “الميرغني” لن يكون.. لذلك كل أولئك الآن (يعرضون) خارج الحلبة، فـ”الميرغني” الذي كلف نجله “محمد الحسن” لخوض الحزب الانتخابات هو القرار الذي لا رجعة فيه وإن هاج وماج “علي السيد” و”أبو سبيب” وكل القيادات.. قرار “الميرغني” رفعت الأقلام وجفت الصحف.. فمولانا “الميرغني” ورغم عدم وجوده داخل البلاد، لكنه يستطيع تحريك الحزب وكأنما يحمل جهاز (ريموت كنترول).. يحول هذا ويأتي بهذا ويبعد ذاك.. وكل الذين يخالفون سياساته لن يجنوا إلا السراب. لذلك إما أن يشكل أولئك حزباً جديداً كما فعلت قيادات حزبية داخل الحزب الاتحادي، وإما أن يرضوا بالواقع ويتعايشوا مع مولانا.. لكن (ملاواته) لن تقدم ولن تؤخر لأن تلك القيادات هي التي صنعت “الميرغني” وجعلته المرشد والقائد والملهم وهتفت باسمه حقيقة أو كذباً (عاش أبو هاشم.. عاش أبو هاشم).. فهل يعقل بعد خمسين عاماً من العمل الحزبي تأتي تلك القيادات لتكسر قراراته وإن كانت صحيحة بالنسبة لها أو خطأ بالنسبة له؟!
مولانا “الميرغني” حسم أمر مشاركته في انتخابات 2015م، وكلف مندوبه الأستاذ “أحمد سعد عمر” لتقديم أسماء المرشحين في دوائر الأحزاب السياسية للمؤتمر الوطني، وكذلك المرأة، وفوق كل ذلك وجد وعداً من المؤتمر الوطني بالتنازل له عن عدة دوائر وهي مضمونة بالنسبة له ولو قاطعها الاتحاديون، فالمؤتمر الوطني وما له من قدرات خارقة يستطيع أن يمنحك الدائرة ولو نزل معك عشرة أشخاص.. لذلك مولانا “الميرغني” (نائم في العسل) وضامن نجاحه في انتخابات 2015م، وحصوله على الدوائر التي خصصها له المؤتمر الوطني.. فالذين يصارعون الآن “الميرغني” بالمقاطعة، لسانه يقول لهم (تو ليت)، فاليوم تغلق المفوضية القومية للانتخابات باب الترشيح وتعلن أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية وللدوائر القومية الجغرافية والولائية، ولن تفتح الباب من جديد، ما يعني أن مولانا “الميرغني” وحزبه خائض الانتخابات وأعلن أسماء مرشحيه.. أما القيادات المقاطعة فلن تجني إلا ثماراً بلا طعم أو ذوق أو رائحة.. و”الميرغني” يدرك تماماً أنه زعيم ويعمل وفق قناعاته لا بالديمقراطية ولا بالشورى.. و”الميرغني” ليس كصنم العجوة الذي صنعه سيدنا “عمر” وأكله عندما جاع، فالذين صنعوه لن يستطيعوا أكله.