صور ليلة العمر بين (الآوت دور) وجدران الأستوديو
من لقطات للذكرى والتاريخ إلى مظاهر و(بوبار) صريح
المجهر _ آيات مبارك
بدأ العديد من العرسان يتنافسون في لفت الأنظار بتقليد ومحاكاة العديد من التقليعات الصادرة من الخارج حتى يظهرون في ليلة زفافهم بشكل مختلف، وكل من اعترتهم حالة ملل أو أرادوا أن يخالفوا ليذكروا اتبعوا موضة وتقليعة جديدة تجعل الكل يتبعونها منقادين أسوةً بهم في كل تفاصيل ليلة العمر.. وفي الآونة الأخيرة ظهرت العديد من التقليعات الجديدة، أبرزها صور حفلات الزفاف بالتقاطها خارج الأستوديو، في الأماكن السياحية والمتنزهات والساحات العامة.
ولأن صورة الزواج تعدّ من تفاصيل الليلة السعيدة التي يعتني بها الجميع، فإنها تخضع للعديد من التفاصيل التي تصبح بعد ذلك مثار التعليقات، وقد تكون ذكرى جميلة تلجأ إليها الأعين عندما تعصف مطبات الحياة بالأزواج.
لقد مر تصوير العرسان بالعديد من المراحل ابتداءً بالصورة (الأسود والأبيض) التي كانت تجلس فيها العروس على الكرسي والعريس يقف جوارها واضعاً يديه على كتفيها.. لتحل علينا صورة العروس راكضة والعريس يمسك بطرحتها من الخلف.. والعديد من المشاهد التي تجعل الأهل يقلبون أيديهم ويضربون كفاً بكف تعجباً من (تهور وتغير الأبناء وهم مقبلون على حياة جديدة.
عن هذه الظاهرة آثرت (المجهر) أن تلتقي بعدد من الشرائح، فتحدثت إلينا “م” عن ذكريات صورة زواجهما قائلة: (لم التقط الصور في ليلة زفافي، بل بعد الزواج بأربعين يوماً وكنت حاملاً بابني الأول واستدنت تكاليف الصورة.. لحظتها لم تكن الصورة مهمة بالنسبة لي لكنها كانت نوعاً من متطلبات المرحلة).
أما “س” فحكت قائلة: (طلعت من الكوافير وكان في بحري واتصورت في الخرطوم2.. الحفلة كانت في الرياض فاضطررت للخروج منذ الرابعة حتى أحجز للصورة التي كانت تهمني أكثر من الحفلة).
وحكى لنا “محمد” عن صورة زفافه بكل عصبية رغم أن زاوجه مضت عليه فترة لكنه ما زال مغتاظاً حسب وصفه قائلاً: (دي بروتوكولات تصوير وحركات مصطنعة ما عندها معنى). وأكدت “نورا” حديثه قائلة: (دي تفاصيل بايخة.. يعني شنو يمشوا الغابة ولا أي حته عشان يعملوا يدهم في شكل قلب أو يتكلوا ضهرهم في ضهر بعض يعني مالو الأستوديو.. هو تخليد للحظة لا تحتاج لهذا المبلغ الخرافي الذي يدفع في التصوير الخارجي.. إضافة إلى أن كثيراً من الدراسات أثبتت أن اللحظات الحلوة المصورة تنسى من الخيال خلاف التي تختزنها الذاكرة وتحفظ في القلب فهي تبقى للأبد. فهي أنواع وطرق لا تتماشى مع العادات والتقاليد وبها بعض المشاهد بالغة الخصوصية لا تحتمل المشاركة مع أكثر من شخصين).
{ خارج السياق الطبيعي
تحدثت إلينا “ريم حسن” قائلة إن تفاصيل (الآوت دور) بالنسبة لي عبارة عن تمثيلية ومشاهد لا تمت للواقع بأية صلة ولا تمثل البيئة التي خرج منها الزوجان.. لذلك تفقد الحميمية رونقها.
{ نوع من التغيير
وأكد “حسنين عمر” أنه نوع من التغيير نسبة للروتين الذي طغى على تفاصيل الزواج، لأنه يضفي على تفاصيل تلك الليلة نوعاً من المرح. وأضاف “علي جاد الله” إن التقليعات عموماً تعدً نوعاً من (الشوفونية) و(البوبار) ثم (المحاكاة).. أما ” نجود يس” فقالت: (فكرة الآوت دور جميلة جداً وتعدّ نوعاً من التغيير خارج إطار المألوف.
وأخيراً التقت (المجهر) بخبيرة التجميل “سوزان سليمان” لتحدثنا عن نوع الماكياج في هذا النوع من التصوير، فقالت: (ماكياج الآوت دور يجب أن تكون مستحضراته أصلية، بالإضافة إلى وجود مثبت حتى تظل أطول فترة ممكنة.. أما عن الأسعار فهناك بعض الخبيرات تختلف أسعارهن حسب مواعيد تجهيز العروس.. لكن يشترط في هذه الحالة أن تكون مواد الماكياج جيدة، وفي نهاية الأمر كل هذا يبنى على ثقة خبيرة التجميل بمقدراتها).
{ مصورون
وتحدث إلينا المصور ” محمد تركي” (مصور حر) قائلاً: (التصوير عموماً هو خلاصة التوثيق للحظة الزواج بإضفاء ما تبقى من إحساس الضوء وبعض التفاصيل العالقة بذهن المصور، لكن التصوير الخارجي مرتبط بالطبيعة والمكان الخارجي.. أما عن التكلف والتصوير خارج سياق البيئة الطبيعية للعروسين فهو أمتع من تصوير الصالة والأستوديو لأنه توثيق للحظة صادقة وذكرى جميلة.. عشان كدا أنا بدفع دم قلبي لتخليد تلك اللحظة التاريخية باعتبارها مرحلة جديدة.. لكن عموماً التصوير الفوتوغرافي ذو تأثير أكبر من التصوير عن طريق الفيديو، ويشترط مراعاة الخصوصية والإتقان، ويجب وضع شروط جزائية في حالة عدم ظهور العمل بصورة جيدة).. وعندما سألته عن الأسعار أجابني ضاحكاً: (القيمة المادية يجب أن تكون حسب المخرجات.. وهو في النهاية تنافس شريف يضاف إليه نوع الكاميرا، الجهد والإرهاق الذهني.. وبدلاً عن وجود مصور واحد يجب الإتيان بعدد من المصورين بعدد من الكاميرات حتى نأتي بآوت بوت، جيد).. ثم أكد الفنان “تركي” على التغيير الذي أحدثه جيل الشباب في مستوى الصورة ونوعية اللقطة.