ولنا رأي

ما بين عودة الوحدة مع الجنوب وتأشيرات مصر..!

خبران متعلقان بـ(دولة جنوب السودان) كل واحد فيه مصلحة الجنوب أولاً ثم الطرف الثاني، ففي الخبر الأول الذي أوردته بعض الصحف يتحدث عن إعفاء رئيس الحكومة المصرية “عبد الفتاح السيسي” لتأشيرة دخول الجنوبيين إلى جمهورية مصر العربية، والإعفاء للدبلوماسيين وحملة الجوازات الخاصة والمهمة. ومصر تنظر دائماً لمصالحها وهذا الإعفاء ليس حباً في الجنوبيين ولا عشان سواد عيونهم، ولكن لمصلحة مصر أولاً ومصر تنظر إلى الجنوب لمصلحتها في المياه وخاصة وأن بحيرة جونقلي عندما بدأ الحفر فيها كانت تنظر إليها مصر لتوفير أكبر قدر من المياه، الآن ربما تحاول مغازلة الجنوب بعد أن أصبح دولة ذات جسارة لا رقيب ولا حسيب عليه. فالماء بالنسبة لمصر كل شيء ويمكن أن تفعل أي شيء من أجل مصلحتها ومصلحة توفر ماء مستدام. وقد تابعنا في الفترة الماضية الصراع الدائر حول سد النهضة الإثيوبي وكيف تعامل الإعلام المصري مع الإخوة الإثيوبيين، فمصر ليس لها عداء مع إثيوبيا ولكن الماء فجر هذا الخلاف بين الدولتين، ولكن حينما علمت أنها لن تتضرر من قيام سد النهضة الإثيوبي، نامت في الخط ولم تحرك الملف من جديد ولم يثره الإعلام المصري كما فعل من قبل..  فالدول مصالح وكل دولة تنظر إلى مصلحتها ويمكنها أن تبيع دولة على حساب دولة أخرى، إذا أحست بأن مصلحتها مع الدولة الأخرى.. ومصر أول دولة تفتح قنصلية في “جوبا” وأول من ذهب إليها ولذلك لا تحس بالحرج حينما تبني علاقات حميمة مع دولة جنوب السودان، ولا تتحسس عن علاقتها بدولة السودان الشمالي.
أما الخبر الثاني فهو متعلق بطلب تقدم به نائب رئيس حكومة الجنوب السابق الدكتور “رياك مشار”، فيطلب أن تعاد الوحدة من جديد مع السودان الشمالي. ولكن الدكتور “قطبي المهدي” القيادي بالمؤتمر الوطني اعتبر الطلب للوحدة يحتاج إلى إجراء استفتاء يشارك فيه أكثر من (99%) من أبناء الجنوب .. فنالوا استقلالهم بإرادتهم ولم يجبروا عليه.. الدكتور “قطبي المهدي” أحد القيادات الإنقاذية الرافضة للوحدة مع الجنوب، وحينما توصل المؤتمر الوطني لاتفاق مع الحركة الشعبية تحت رئاسة الدكتور الراحل “جون قرنق”، كان “قطبي” واحداً من الرافضين لقرارات أو اتفاق (نيفاشا)، وخرج من الوزارة وظل بعيداً عن الجهاز التنفيذي منذ أن أعلنت تلك الاتفاقية، وشارك الإخوة الجنوبيون بموجبها في الحكومة التي استمرت لست سنوات.
السؤال لإعادة الوحدة مع الجنوب لا ندري هل إذا وجه نفس السؤال للشيخ “علي” أو دكتور “نافع” أو دكتور “مطرف صديق” أو “سيد الخطيب”، هل ستكون إجاباتهم نفس إجابة دكتور “قطبي”. لا أعتقد ذلك فما زالت هناك قيادات في المؤتمر الوطني تأمل في إعادة الوحدة مع دولة الجنوب من جديد، لأن ما أصاب السودان الشمالي من تردٍ في خدماته واقتصاده كان بسبب انفصال الجنوب، فالنفط الذي أحدث استقراراً اقتصادياً للشمال جله ذهب للجنوب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية