ولنا رأي

الوزارة تخصم ولا تضيف للمسؤول!!

هل بريق السلطة يكون سبباً في تغيير مواقف الإنسان؟ وهل السلطة دائمة حتى يغير الشخص سلوكه مع الآخرين، بالتأكيد السلطة لها بريق ولمعان ومعظم الساسة طبائعهم تختلف حينما يعتلون كرسي السلطة، فالشخص خارج السلطة يختلف عنها وهو بداخلها.. فأحياناً عندما يدخل الشخص السلطة ينسى أصحابه وأصدقاءه وربما أسرته الكبيرة ينساها أو لا يزورها، بحكم المنصب الجديد الذي غيره حتى ملابسه التي كان يرتديها. عندما جاءت الإنقاذ معظم الإسلاميين كانوا قبلها على قدر حالهم يعيشون في الأحياء الشعبية، يشاركون الجيران حياتهم بطولها وعرضها في كل المناسبات تجدهم، ولكن البعض منهم غيرته السلطة وغيرت سلوكه وطباعه وأنسته الأصحاب والأصدقاء والشلة أيام الفقر والجامعة والحياة البريئة.. فدخل الشخص عالماً جديداً ما كان يحلم به ولم يضعه في حساباته، فحتى المشي تغير والسلام تغير والأكل تغير.. كما قالت أحد نساء قشلاق البوليس عندما ذهبت في زيارة إلى  إحدى صويحباتها فمعظم النساء كن نساء ضباط أما تلك فكان زوجها نفراً في الشرطة، وبحكم العلاقة الاجتماعية مع بعض زارت زوجة إحدى العمداء أو اللواءات، فسألت زوجة الضابط بقية النسوة عن شرابهن ولم يتناولن من المعالق لكباية الشاي فكل واحدة منهن كانت ترد بمعلقة أو اثنين، فظنت زوجة العسكري أن النسوة أخذن البوبار والفشخرة فلم يتعاملن بسجيتهن، فعندما سألت عن كم معلقة تطلب لكباية الشاي فقالت في سرها هن أفضل منها ثم أجابت بسرعة مسيخ، بمعنى أنها تشرب الشاي ماسخ، فهذا حال الذين يعتلون السلطة فتغير حالهم وأحياناً يريدون أن يرضوا السلطة على حساب أنفسهم فيدافعون عنها دفاع المستميت ظناً أن الكرسي باقٍ فيخسرون المواطن والصديق.
ففي فترة مضت إذا ضربنا أمثلة ببعض الأشخاص الذين كانوا محل احترام وتقدير الكافة الدكتور “كمال عبيد” فهو من الشخصيات الهادئة والبسيطة، ولكن حينما دخل السلطة حاول أن يدافع عنها فبدأ يتصدى لأي قول أو فعل ضدها، ومازالت حبة البندول التي قالها للمعارضين باقية في الأذهان، فالكلام المشاتر خصم من رصيد الدكتور كثيراً جداً ودفاعه لم يبقه في الوزارة أو السلطة، فالصورة الزاهية التي كانت مرسومة له بدأت تفقد  بريقها ولمعانها، كما فقد الدكتور “نافع” كثراً جداً أيضاً بسبب التصريحات التي لم تعجب قاعدة عريضة من المواطنين كلحس الكوع وغيرها من العبارات التي لا تشبهه كما قال عنه الدكتور “الترابي” إن قلبه أبيض مثل اللبن، ولكن مثل تلك العبارات الخارجة للمواطنين تأخذ من رصيد الشخص أكثر مما تضيف له، وهناك العديد من الوزراء والمسؤولين الذين غيرتهم المناصب فحتى المناسبات التي يأتون إليها لا يجدون الاهتمام الذي كانوا يجدونه قبل اعتلاء الوزارة.. لذا يجب على الوزير أو المسؤول أن يعمل على أن الوزارة ضل ضحى يمكن مغادرتها في أي لحظة، وما تبقى له من رصيد هذا المواطن البسيط الذي لا يغفر الذلات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية