من وحي الأخبار
الدورة المدرسية التي أتت كفكرة برزت بمبادرة صحفية في السبعينيات وقدمت للأوساط الرياضية والثقافية نجوماً أثروا الساحات والوجدان بحاجة للتدارك، وتحريرها من التحول لمناسبة تكرس للعشوائية والعمل (المكلفت) والذي يتمثل في دورة ولاية سنار التي وصلها الطلاب والجمهور والإعلام فلم يجد سوى الربكة وعدم الجاهزية والاستعداد في كثير من المسارح والملاعب، حسب ما تابعت في بعض التقارير الإعلامية والإذاعية على قلة المهتمين بالتغطية أساساً.
حدث مثل هذا يفترض أن يكون قمة الترتيب والاهتمام شعبياً ورسمياً فالدورة المدرسية التي يتجمع فيها كل الطلاب السودانيين، يعرضون ثقافات بلدهم في إطار من الوحدة والتقارب في أزمنة الفرقة والتجريح، هذه ليس أقل من أن تكون مشروعاً للتماسك الوطني وساحة لاكتشاف المواهب ورعايتهم، ومنشطاً يثري الولاية المنظمة بليالٍ وأيام نيرة في الشعر والألعاب والموسيقى فضلاً عن المكاسب السياسية والإعلامية للولاية المضيفة، ولكن كل هذا غاب وتلاشى لتتحول الدورة المدرسية لمنشط للتلاوم والعمل على استمرارها فقط لمجرد أنها مناسبة قامت وأعلنت والسلام.
ولاية سنار لم تخطر قبل ساعات أو أيام بالتنظيم إنما سميت قبل وقت كافٍ ولم يكن عيباً أن تعلن أنها غير مستعدة أو ليست جاهزة لتعتذر ليقع الاختيار على مكان آخر، وهي لم تفعل بل وتصدت للأمر ليكون الواقع الآن أنها دورة والسلام. وهذا حتماً سببه الحرص السياسي للولاية على إرضاء المركز بقاعدة مطلوب ومنفذ دون النظر للإبعاد الكلية للمسألة التي تتضرر متى ما غلبت ورجحت كفة السلبيات والتي هي كثيرة، ولن يغني استدراكها بعد أن وصلت البعثات ودارت المنافسات وانطلق النشاط ممزوجاً بالتضجرات وكثرة الرد والردود.
يبدو أن الحاجة ملحة للنظر إلى الدورة المدرسية نظرة أكثر عمقاً مما نرى يفعل بها، نريد دورة للنشاط الطلابي ذات أهداف ومقاصد لا نريد عملاً من باب (كلام ساكت) وقبل هذا نريدها مناسبة تؤرخ للنابهين فيها وحراكاً يترك أثراً في المجتمعات المحلية حيث تقام، وليس أثراً في بورصة أخبار الوالي بجمل من شاكلة افتتح وتفقد ووجه، ولذا من المهم العمل على تصويب نتاج هذه المناسبة وردها إلى مسارها الصحيح قبل أن تتحول إلى منشط ولائي منبوذ، ولو انعقد تحت لافتة لها تاريخها الأبيض والمشرف وبجمهور هو. مستقبل السودان وأمله.
إن على وزارة التربية والنشاط الطلابي بل وعلى الحكومة الاتحادية في أرفع مستوياتها تقييم التجربة ونقلها إلى آفاق جديدة، أو إلغائها لأنها بشكلها الحالي غير منتجة أو مفيدة، ونقطة سطر جديد يا جماعة.