ولنا رأي

وكاد العام أن ينقضي!!

ونحن نقترب من نهاية العام 2014م، ولا أظن أنه من السنوات التي تحققت فيها آمال وتطلعات الأمة، فالإرهاصات مازالت في كل شيء فحياة الناس مليئة بالبؤس والاضطراب النفسي.. فقد شهد العام العديد من الأحداث القاتمة، فقد انتحر العديد من الشباب والشابات منهم من هوى ومنهم من تناول الصبغة المميتة، ومنهم من ارتكب في حق نفسه جرائم لا يغفرها المولى عز وجل ولن يغفرها البشر نفسه.
تعجبت للأحداث الفظيعة التي لازمت هذا العام خاصة جرائم تعد ضد الإنسانية كقتل الولد والده أو والدته، وقتل الصديق صديقه وجرائم الاغتصاب وغيرها من الجرائم التي تمتلئ بها صفحات الحوادث بصحفنا الداخلية وكأنما الجرائم التي تعرض عبر تلك الصفحات لا يوجد مثيلها في العالم أو ربما الجريمة التي تقع في السودان لا شبيه لها في أي دولة من دول العالم، لا ندري لماذا تفشت ظاهرة الانتحار وظواهر قتل النفس البشرية؟.
أياً كانت عمليات القتل داخل خمارة أو عن طريق استفزاز نابع من زملاء أو أصدقاء.. فقد انتشرت هذه الظاهرة ولم يمر يوم إلا وهناك جريمة قتل بشعة وقعت داخل المركز أو في ولايات السودان المختلفة والأسباب دائماً تافهة ولا ترقي لارتكاب الجريمة نفسها.
إن عام 2014م، ليس كله سوء أو ملئ بالأحداث فربما هناك إشراقات لبعض الناس كالزواج وإنجاب الأطفال والحصول على درجة علمية رفيعة أو الفوز بمسابقة عالمية تمثل ما هناك أفراح هناك أتراح ولكن دائماً الأتراح يكون تأثيرها أقوى من الأفراح وأحياناً الفرح يخص فئة بعينها ولكن حزناً واحداً ربما يخيم على منطقة بأسرها ويظل تأثير الحزن مستمراً لفترة بعكس الفرح الذي ينتهي بانتهاء الحدث ولا أظن أن هناك استرجاعاً للفرح لأنه أحياناً يظل في نطاق محدود ربما داخل الأسرة أو لدى الشخص نفسه.
يربط الناس دائماً ما يقع من أحداث سيئة مثل الانتحار أو القتل أو معظم الجرائم التي يرتكبها بني البشر بالظرف الاقتصادي فيعتقدون أن الظروف الاقتصادي هي واحدة من الأسباب التي ترفع الإنسان لارتكاب الجريمة، ولكن هناك جرائم يرتكبها الأثرياء أو أبناء الأثرياء ولا علاقة لها بالناحية الاقتصادية، فقد شهد العام 2014م، العديد من جرائم القتل وكان مرتكبوها هم أبناء الأثرياء، وهذا يعني أن الظروف الاقتصادية ليست دافعاً قوياً لكي يرتكب الإنسان وينفذ جريمته ضد والده أو والدته أو جاره أو صديقه.. فتلك الجرائم يكون سببها أولاً الضعف الإيماني وثانياً عدم التعليم، فنأمل أن يأتي العام 2015م، وقد انحسرت هذه الجرائم البشعة وأن تنتعش الحالة الاقتصادية حتى لا نلمس اللوم عليها في حال ارتكاب الجرائم، وأن يعيش الشعب حالة من الرفاهية والاستقرار والسلام.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية