ولنا رأي

هل يصفح السيد الرئيس عنهم بهذه المناسبة السعيدة!!

تجمع في شهر ديسمبر الجاري عدد من المناسبات، وربما يجيء مولد المصطفى “صلى الله عليه وسلم” على رأس هذه المناسبات السعيدة، فمولد الرسول “صلى الله عليه وسلم” خاتم الأنبياء ونبي البشرية وشفيعهم في الدنيا والآخرة، فميلاده نور وضياء وتبسم وسعادة ظللنا نحتفل به سنوياً مع بعض الدول العربية التي توقره وتحبه، وميلاده عيد بالنسبة لنا كمسلمين رغم أن هنالك بعض الفرق الدينية تعدّ الاحتفال به بدعة، عكس الآخرين الذين يرون فيه استذكاراً بمولده وأن تظل تلك الذكرى خالدة في نفوسهم، فإذا كان العباد يحتفلون بأعياد ميلادهم سنوياً فكيف بنبي الرحمة لا تتجدد في ذكراه العظمة والفخر والكبرياء، فمن منا في هذه الأمة المحمدية لا يعظمه ويجله ويهتدي بهديه، فتلك مناسبة عظيمة لابد أن تظل محفورة في ذاكرة هذه الأمة نجتر ذكراها ونراجع فيها أنفسنا مما أصابها من خراب ودمار.. أما المناسبة الثانية فهي ميلاد المسيح عليه السلام، فيحتفل المسيحيون أيضاً بذكراه سنوياً، وهناك من المسلمين من يرى بعدم مباركة العيد لهم وألا يذهب المسلمون إليهم ومعايدتهم.. صحيح أن نبينا محمد “صلى الله عليه وسلم” هو خاتم الأنبياء لكن التعايش الديني مطلوب والإسلام لم يمنعنا مخالطتهم أو الأكل معهم طالما الكل يحترم الآخر.. والمناسبة الثالثة تعدّ أكبر البدع عند المتشددين الدينيين وهي الاحتفال برأس السنة الميلادية، وعندما جاءت الإنقاذ منعت في بداياتها الاحتفال بتلك المناسبة التي يجدد فيها المرء حياته ويأمل أن تحل عليه بالخير والأمن والاستقرار وإذا كانت كبيسة يتمنى أن يأتي العام القادم مليئاً بالأفراح، فليس كل الاحتفالات التي تقام في نهاية العام 31/12 سيئة بقدر ما الجزء اليسير منها هو السيئ، والسوء ليس في نهاية العام، السوء أحياناً يكون مستمراً طوال العام لكن في تلك الليلة تزدان البيوت ويفرح الأهل والأصدقاء والأحباب وتقام المناسبات السعيدة من زيجات وغيرها من المناسبات التي يفرح بها الناس.. لذا فرأس السنة ليس مدعاة للمجون والعربدة وغير ذلك، ففيه تتجمع الأسر، وفيه تغسل الأحزان ويلهو الناس لهواً بريئاً.
وفي نهاية العام يقدم رئيس الجمهورية خطابه للأمة السودانية مودعاً عاماً مضى ويستقبل عاماً جديداً، إيذاناً باحتفالات البلاد باليوم الذي نال فيه الشعب السوداني استقلاله من قبضة المستعمر وأصبح حراً طليقاً لا تقيده قيود ولا يأتمر بأوامر الدولة التي كانت جاثمة على صدره.. ونحن في هذه المناسبة السعيدة التي يطل علينا فيها رئيس الجمهورية (الخميس) القادم يلتو خطابه المهم من داخل حدائق القصر الجمهوري، نأمل أن يكون خطابه مجمعاً وموحداً لهذه الأمة الصابرة الصامدة، يتنازل فيه عما علق بالنفوس ويعفو عن الأخوة السياسيين إيذاناً بفتح صفحة جديدة، ويتنازل عن حقوقه الشخصية بالعفو عن الإمام “الصادق المهدي” ليعود إلى وطنه عزيزاً مكرماً، ويعفو عن الحركات المسلحة ويمد لها يداً بيضاء لبناء هذا الوطن الجريح الذي مزقته الحروب وفرقته الضغائن، فهو الكبير، وفي عرفنا السوداني الكبير دائماً يحنو على الصغير ويصفح عنه مهما بلغه منه.. وأهلنا يقولون: (الما عنده كبير يشتري ليه كبير).. فهل يصفح السيد الرئيس عن كل أولئك؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية