الديوان

صانع (حلويات المولد) الشهير "عوض محمد أحمد": (المولد) سيسحب البساط من بقية الاحتفالات

الخرطوم – محمد جمال قندول
ما أن تهل تباشير المولد النبوي الشريف حتى يبدأ الناس بالتوافد إلى الساحات والميادين التي تزين برايات وأعلام الطرق الصوفية بألوانها المختلفة.. أما حلوى المولد النبوي فتعدّ واحدة من المظاهر التي تشكل ملامح الاحتفاء بميلاد سيد الخلق أجمعين الحبيب المصطفى “صلى الله عليه وسلم”. حيث تنتشر (حلاوة المولد) بكل أنواعها وألوانها في جميع الأماكن وعلى رأسها (السمسمية) و(الفولية) و(الحمصية) و(الجوزية) و(البسيمة) والملبن (اللكوم) وغيرها الكثير من الأصناف.
ومحال الحلويات تظل قبلة الأسر لقضاء أوقات جميلة بالاستمتاع بالحلويات، إضافة إلى شراء الألعاب بمختلف أنواعها للصغار الذين يتخذون من المولد النبوي الشريف عيداً يهل عليهم ببشائر الفرحة وسرور ليتسابقوا على شراء (الحصان والعروسة) وغيرهما من أشكال الألعاب التي تصنع كحلويات.
في جولة داخل ميدان المولد بالسجانة لفت انتباهنا التجمهر الكبير حول محال الحلويات، فقادتنا أقدامنا إلى (محلات مي)، وهناك التقينا الشاب “عوض الله محمد أحمد” وهو من الذين احترفوا صنع  حلويات المولد واستقبلنا بحفاوة، وكانت لنا معه دردشة حول  أجواء المولد وأسعار الحلويات.
{ صنعة وراثية
“عوض الله” ابتدر حديثه معنا قائلاً: (صناعة حلويات المولد والتجارة فيها اكتسبناها بالوراثة وتناقلها أفراد الأسرة الكبيرة جيلاً بعد جيل منذ سبعينيات القرن الماضي، وابتدروها وتعلموها على يد عمهم موسى محمد الذي كان يصنع الحلويات بمهارة فائقة، وافتتح أول محالها في ميدان المولد بأم درمان قبل أن يفتتح فرع المحل هنا في السجانة).
ويضيف إنهم ظلوا في ميدان السجانة ما يقارب الـ(30) عاماً، وفي صناعة وتجارة حلويات المولد أكثر من (40) عاماً.. ونحن نخاف الله في الجودة والمذاق حتى نرضي الزبائن.. واسترسل قائلاً: (بفضل هذه المميزات لدينا زبائن كثر ثابتين منذ زمن طويل).
{ الحلويات البلدية
يواصل “عوض” حديثه قائلاً: نعمل ما يقارب الـ(35) صنف وأبرزها (الملفوف والسمسمية والفولية والحمصية والعسلية والهريسة.. وغيرها الكثير.. إضافة إلى وجود الألعاب من الأنواع كافة للأطفال، خاصة وأنها من أهم شرائح الاحتفالات بالمولد، لذا نركز عليهم بشدة وأغلبها الألعاب مصنوعة خشبية ومريحة ومميزة جداً وأبرزها العروسة، التي تباع بكميات كبيرة لدينا في المحل وفي محال المولد بصفة عامة).
ويواصل حديثه معرفاً بالأسعار قائلاً: (الأسعار تتراوح، لكن سعر كيلو الحلويات البلدية الفولية والسمسمية والحمصية (30) جنيهاً، بينما كيلو الحلويات اللينة (50) جنيهاً، والألعاب تتراوح أسعارها بين (10) و(80) جنيهاً، وتتسيد الحلويات البلدية الموقف التجاري حيث الإقبال عليها كثيف جداً.
{ الأمس واليوم
 عن المقارنة بين مواسم الاحتفال بالمولد يقول “عوض”: (إذا حاولنا المقارنة بين الأمس واليوم فسنجحف في حق المستقبل)، وأضاف: (الأيام تمضي، وسرعة الحياة تتواتر بصورة كبيرة والماضي يمضي والقادم ينتظر، وبالأمس كانت ساحات المولد تتميز بالإقبال الكبير على أسواقها ومحالها.. لكن اليوم ليس كالأمس والإقبال حتى الآن متوسط، لكن من المنتظر أن يزيد ويجد رواجاً أكبر في مقبل الأيام خاصة وأننا في الأيام الأولى وتقييم الإقبال صعب جداً).
وعلى خلفية تزامن احتفالات المولد مع عدد من الاحتفالات منها رأس السنة والاستقلال يرى “عوض” أن عيد المولد النبوي الشريف سيسحب البساط من كل هذه الاحتفالات، وذلك للسمة السائدة عند السودانيين بحبهم للنبي “صلى الله عليه وسلم” وحبهم للاحتفال بعيد المولد مما يبشر بإقبال عالٍ أيام احتفالات الاستقلال وغيرها بصورة مرضية لساحات المولد، وقال: (وفي ذلك فائدة للميادين التي تقام عليها الاحتفالات والمحال التي تفتح أبواب رزقها عليها).
ويضيف: (نحن نستمر في بيع حلويات المولد هنا في ميدان السجانة لما يقارب الشهرين، والحمد لله الاستعدادات هذا العام جرت على قدم وساق لتقديم موسم استثنائي للمحل والزبائن).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية