لمصلحة من العداء مع أمريكا..؟!
أقر وزير المالية “بدر الدين محمود” أن السودان ليس ضد المصالح الأمريكية ولكن بصدد وضع تقييم لعلاقاتنا معها.
حديث وزير المالية “بدر الدين” نشرته الصحف الصادرة أمس وقال هناك محاولات تقودها الحكومة للتطبيع مع الولايات المتحدة الأمريكية.
لا ندري ما هو سبب حديث وزير المالية في هذا الوقت وهل فعلاً هناك طاقة انفتحت لإعمار العلاقات بين السودان وأمريكا ومن هم الذين يقودون هذا العمل الكبير.
لقد أخطأت الإنقاذ حينما بدأت العداء مع أمريكا وإذا ظللنا نتحدث عن أن مصر هي أم الدنيا فإن الولايات المتحدة الأمريكية هي أبوها والأب أقوى من الأم بسياساته القابضة، لذلك حينما كانت تنادي الإنقاذ في بداياتها والمتحمسون آنذاك بأن أمريكا قد دنا عذابها لا ندري لماذا هذه الشعارات وما هو العداء بين أمريكا والسودان، ولماذا أمريكا من دون سائر دول العالم ظلت علاقات السودان متوترة معها؟.
إذا كان الإسلام حسب ما يردده البعض فنقول لسنا وحدنا المسلمين في الوطن العربي ولسنا الوحيدين الذين نرفع شعارات الإسلام، فالمملكة العربية السعودية أكثرنا إسلاماً وأكثرنا تنفيذاً لحدود الله التي ترفض الولايات المتحدة الأمريكية تطبيقها أو تنفيذها، ولكن المملكة ظلت تنفذها وفي الميادين العامة. فكل من سرق قطعت يده وكل من ارتكب معصية طبق عليه الحد الإسلامي، وظلت علاقة المملكة العربية وأمريكا سمناً على عسل.
كل شعوب العالم تعمل وفق مصالحها فما الذي كسبناه من عدائنا مع الولايات المتحدة الأمريكية كسبنا مزيداً من التعنت ومزيداً من وضعنا في سجل الذين يرعوا الإرهاب!.
عندما جاءت الإنقاذ كان من المفترض أن تركز على بناء الدولة الداخلي ولكنها مددت أرجلها أكثر من اللازم فكسبت عداء معظم شعوب المنطقة المملكة العربية السعودية والكويت ومصر وحتى تشاد خسرتها الإنقاذ في بداياتها، والدول الأوروبية لم تستثنى من هذا العداء، ولكن إصلاح العلاقات بعد ذلك كلفها الكثير فتحركت وزارة الخارجية ولعب الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” دوراً كبيراً في عودة كثير من العلاقات بين الدول التي خسرناها في البداية فخمسة وعشرين عاماً كانت كفيلة أن تنقل السودان من خانة الآحاد إلى خانة العشرات التي يتقدم فيها السودان في المجالات كافة الاقتصادية والسياسية، لذا فإن حديث وزير المالية الأستاذ “بدر الدين” هو عين العقل ويجب أن ينظر السودان إلى مصالحة، فليطبع علاقاته مع الولاية المتحدة الأمريكية إذا كان التطبيع فيه مصلحة السودان (فركوب) الرأس من بعض الصقور أضر بالحكومة والشعب، لذا لا بد أن نتعامل مع هذا الملف بالعقل والمنطق وأن نبعد المتشنجين تماماً لنصل لاتفاق يعيد التوازن ويعيد علاقاتنا مع أمريكا حتى يرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، وفك الحظر اقتصادياً ونحن لسنا أقل من كوبا التي طبعت علاقاتها مع أمريكا بعد خمسين عاماً من الخلاف والصراع والجفوة.