هل يعلم نواب البرلمان كم أسعار الذرة والويكة الآن؟!
لا ندري أين يعيش نواب البرلمان هل فعلاً يعيشون معنا في سماء السودان أم في سماوات أخرى، ولو كان أولئك النواب الذين يتحدثون عن معيشة الناس واستبدال الأكل المستورد بدل المحلي، لعلموا أن المستورد أقل سعراً من المحلي.. “ماري انطوانيت” حينما ثار الشعب لعدم وجود الخبز قالت قولتها الشهيرة (ما يأكل الشعب جاتوه)، وها هم نواب الهنا يطالبون الشعب السوداني استبدال غذائهم بأكل الذرة والويكة.
إن نوابنا المحترمين بدلاً من شن هجوم لاذع على الجمارك التي تفرض مبالغ مالية طائلة على كل سلعة يتم استيرادها من الخارج، يطالبون بأن يأكل الشعب الذرة والويكة ولا يدرك أولئك النواب أن الويكة الآن أغلى من البيرقر والهوت دوق والسجوك والفراخ الذي انخفض سعر الكيلو منه إلى عشرين جنيهاً، بينما وصل ربع الويكة إلى عشرات الآلاف.. أما الذرة فحدث ولا حرج.
ألم يعلم نوابنا أن الكسرة الآن أغلى من الخبز، فإذا كان المواطن يثور لأن أربعة أو ثلاثة أرغفة بجنيه فإن (طرقة) الكسرة اليوم تساوي واحد جنيه، وهي لا تكفي لإطعام طفل ناهيك إذا حل عليك ضيوف وكانوا يشتهون الكسرة، فهذا يعني لا بد أن تشتري كسرة بعشرين ألف جنيه لإطعام أولئك الضيوف.. أما إذا حلت عليك مصيبة وفاة فهذا يتطلب منك ملايين الجنيهات، لأن الكسرة شيء أساسي في وجبات الوفاة وكذلك في الأفراح.
إن النواب المحترمين أحياناً يغردون خارج السرب ولا ندري هل هم يعيشون معنا داخل هذا الوطن، علماً أن معظمهم من الولايات ويدركون تماماً أن الذرة والويكة من أساسيات الطعام عندهم، ويدركون تماماً أن أسعارها بمناطقهم أغلى ناهيك عن العاصمة الآن، ولذلك الطلب الذي رفعوه لتكون الذرة والويكة بديلاً للمواد الغذائية المستوردة لم يكن في محله. وحتى حديثهم عن أن المواد المستوردة مسرطنة، أين دوركم من تلك المواد التي يتم استيرادها.. ألم يكن من الواجب ان تتقدموا بدعوى عاجلة لمدير الجمارك وحماية المستهلك لتوجهوا لهما هذا السؤال، وكيف تدخل تلك المعلبات وهي تحمل هذا الداء القاتل، لماذا لم تستجوبوهما طالما هذه الرأفة على الشعب السوداني الذي تقتله تلك المواد.
تحدثت فيما مضى الدكتورة “سعاد الفاتح البدوي” وهي برلمانية عن عدم وجود سخينة لهذا المواطن، والسخينة أقل طعاماً لأي مواطن، فإذا وجد الكسرة والويكة فهذا ترف بالنسبة لهذا المواطن الغلبان، حتى الطماطم التي كانت أكل المساكين فالآن الطماطم أغلى من أسعار اللحوم. ولا ندري لماذا ترتفع أسعار الأطعمة في السودان وهي تزرع داخلياً ولم يتم استيرادها من الخارج، حتى الويكة التي تزرع داخلياً بمعظم مناطق السودان أصابها داء الأسعار، وكذلك الدكوة ومعظم الخضارات.. لذا نقول لنوابنا الكرام أسألوا عن أسعار الويكة والذرة قبل الحديث عنها.