"هالة عبد الحليم".. ماذا في صندوق الرحلة الغامضة؟؟
بقلم – عادل عبده
الرحلة الغامضة التي تقوم بها الأستاذة “هالة عبد الحليم” زعيمة (حق) السابقة هذه الأيام إلى ما وراء البحار تمثل أسطورة من الخرافة الإغريقية.. لا أحد يصدق أبعاد هذا الحدث الملحمي الخاطف! هل هو عمل مُحبك؟ أم مخادعة خطيرة؟ أم كارثة شخصية؟
رحلة “هالة” المباغتة إلى الخارج تزامنت مع الاستقالة التي تقدمت بها من التنظيم، فضلاً عن وجود إرهاصات قوية في الساحة عن مطالبة مالية بنكية على ذمتها، ولم تتوفر حتى الآن المصابيح التي تضئ عتمة تلك المعلومات حول هذه القضية التي شغلت الكثيرين بحكم المكانة المركزية للأستاذة “هالة” في المسرح السوداني.
تركيبة “هالة” مبنية على الوضوح الشديد والشفافية المطلقة، بينما وجودها ما بين “القاهرة” و”باريس” و”أمريكا” يسوده التكتم والسرية والمربعات السحرية، لذلك كان (بندول) الساعة غارقاً في التساؤلات والاستفسارات عن أحوالها وخطواتها وماذا تفعل هنالك؟
“هالة عبد الحليم” تمثل نسخة من “فاطمة أحمد إبراهيم” في الجسارة والاقتحام والشفافية ولا تختلف اثنتان في كونهما معارضة شرسة ومقاتلة لا يشق لها غبار، ولا تفتر من طاحونة المعارك والمواجهات المستمرة مع الخصوم والذين يختلفون معها في الرأي!.. “هالة عبد الحليم” من الناحية الواقعية، سواء اختلفنا أم اتفقنا أكبر من حركة (حق) التي كانت على قمتها، بل هي رفعت التنظيم وارتفعت معه.. كانت (حق) في الواجهة والجامعات والأفواه من خلال كاريزما “هالة” وأمامنا كيف جمعت بين الإمام “الصادق” والدكتور “الترابي” عندما نزلت الوقيعة بينهما، وكيف كانت تنفخ في الهشيم الذي يحرك نار العمل المعارض!! والآن ترجل “هالة” عن الرئاسة يعني موت (حق) موتاً طبيعياً بمرور الأيام!
على المستوى الشخصي حاولت متابعة قضية “هالة” من الزاوية المهنية، حيث اتصلت بالنائب في التنظيم “أحمد شاكر”، لكن سرعان ما أدركت بأن الشاشة مغلقة أمامه، وبذات القدر هالني البيان الهزيل الذي صدر بتاريخ 26/11/2014م من اللجنة المركزية لحركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) عن استقالة “هالة”، فقد كان ضعيفاً ومبستراً لا يتماشى مع إيقاع الحدث، حيث زاد من وتيرة الغموض والهواجس والاستنتاجات المختلفة كأن الذين صاغوه كانوا راكضين على أقدامهم ولم يكونوا جلوساً على المقاعد.
السؤال المركزي الذي يفرض نفسه.. ماذا في صندوق الرحلة الغامضة للأستاذة “هالة”؟ وهل ينفع هذا المنهج أم يزيد القضية تعقيداً ويرفع من إيقاعات الأقاويل والشائعات التي تصب في إتجاه محاولة اغتيال شخصية رئيسة (حق) السابقة؟
من الطبيعي أن تكون التساؤلات.. لماذا هذا الصمت المريب الطويل؟ ولماذا جاءت الاستقالة في هذا الظرف العصيب؟ وما هي الحكمة في أن تتزامن مع حديث المديونية؟ .. من الواضح أن منهج “هالة” الحالي يزيد من وتيرة التهديف حيالها، ولا أحد ينكر أن لها خصوماً كثيرين بقدر ما لها أصدقاء وحلفاء على مستويات عديدة يدافعون عنها.
أذكر أنني عندما تحدثت عن قضية “هالة” مع الأستاذ “طه جربوع” والمحامي “ساطع الحاج” والأستاذة “صباح محمد آدم” وجدت الثلاثة مدافعين عنها حتى النخاع، وقالوا بأن هنالك من يستهدف “هالة” عن قصد، لكن توجد فئة أخرى تتحدث عن ما وراء السفر المفاجئ والغموض الكثيف وقطع الاتصالات الواضح.
الصمت الطويل يمثل عبئاً كبيراً ويشكل طريقاً للظنون والخيال الخصيب.. حتى صمت الجبال يحمل في أحشائه الخوف والريبة، بينما الإفصاح يقتل الطلاسم والدسائس!!
متى تنطق “هالة عبد الحليم”؟