من المرشح الآخر مع "البشير" للرئاسة..؟!
بدأ العد التنازلي لانتخابات 2015م، ولم تفلح كل الجهود الرامية لتأجيل الانتخابات سواء كان ذلك من الأحزاب السياسية مثل حزب المؤتمر الشعبي الذي طالب بالتأجيل رغم موافقته خوض عمارها وكذلك حزب الأمة القومي بزعامة الإمام “الصادق المهدي” الذي كان ينادي بالتأجيل وإقامة حكومة قومية تنظر في كثير من القضايا لمدة محددة عام أو عامين، أما الحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة مولانا “محمد عثمان الميرغني” وافق بخوض الانتخابات ولكن أيضاً له شروط.. إذن الساحة السياسية مشحونة الآن بعد فشل مفاوضات أديس أبابا وعدم التوصل لاتفاق إن كان ذلك على مستوى المفاوضات على المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق أو حول دارفور التي سبق التوصل لاتفاق مع بعض الحركات المسلحة وسمي الاتفاق باتفاق الدوحة، ولكن رغم حضور المجتمع الدولي في ذلك اليوم وكان شاهداً على توقيع الاتفاق إلا أن بعض الحركات المسلحة لم ترض بالاتفاق وحاولت نقل التفاوض من الدوحة إلى أديس أبابا، ففي هذا الجو المشحون وعدم الاتفاق مع أي من تلك الأطراف تصبح الانتخابات واجبة وقائمة في مواعيدها حتى تكتسب الحكومة الشرعية وإن لم تشارك الأحزاب الأخرى فيها لأن عدم قيام الانتخابات في موعدها يؤدي إلى فراغ دستوري حسب القانون والدستور الذي نص على قيام الانتخابات في 2015م. فالحكومة كانت تحاول من خلال الحوار الذي دعا له رئيس الجمهورية في يناير الماضي ليكون هذا الحوار وما يتمخض عنه إما قيام الانتخابات وإما أن يتم الاتفاق على موعد آخر لقيامها، ولكن يبدو أن الحوار أمل قيام أو تأجيل الانتخابات أصبح في خبر كان، ولا أظن أن المعارضة ستوافق على الجلوس لاستئناف الحوار خاصة حزب الأمة القومي برئاسة الإمام “الصادق المهدي” الذي أصبح أشبه باللاجئ من دولة إلى أخرى بعد أن وقع على نداء السودان ومن قبل ذلك اتفاق باريس مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، وطالبت الحكومة بتقديمه إلى محاكمة وفقاً للقانون الجنائي، ولذلك يستبعد أن يعود “الصادق” إلى الوطن ما لم يحدث عفو من الرئاسة.. إذن الانتخابات اقتربت وسيعلن برنامج الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية والبرلمان والتمثيل النسبي للمرأة خلال الأيام القادمة.. وطالما المؤتمر الوطني سمي مرشحه لهذه الانتخابات وهو المشير “عمر البشير” يصبح أول المرشحين لهذه الانتخابات ولكن من يخوض مضمار هذه الانتخابات من الأحزاب السياسية الأخرى إذا استبعدنا الإمام “الصادق” ومولانا “الميرغني” إلا إذا دفع بشخص آخر من الحزب يكون من المرضي عنهم كـ”حاتم السر” الذي ترشح للرئاسة في انتخابات 2010م.
ولا ندري هل سيترشح المستقلون السابقون “كامل إدريس” و”جحا” و”منير شيخ الدين” و”فاطمة عبد المحمود” أم سيخوض الحلبة وجوه جديدة؟. على كل فإن الانتخابات قائمة ولا أعتقد تأجيلها إلا إذا طرأ طارئ.