ولنا رأي

فلتسل الدماء من أجل أن يبقى الوطن!!

مسلسل تقسيم السودان ما زال مستمراً وإن كان في الخفاء دون أن يعلم القادة السياسيون أن هناك مخططاً وضع للتقسيم منذ زمن طويل، ويجيء التنفيذ عبر أبنائه.. وفقد السودان الجنوب الحبيب بقرارات طائشة من أبناء الجنوب أنفسهم، وفي لحظة نشوة وافقوا على التقسيم والأجنبي يتفرج دون أن يشعر به أحد، والأداة هي أبناء السودان أنفسهم.. وقبل أن نفيق من صدمة الانفصال في فبراير من عام 2011م، ها نحن نبدأ المسلسل الجديد لتقسيم بقية المناطق، وهذه المرة يأتي التقسيم بمن كان جزءاً من انفصال الجنوب “ياسر عرمان”، لا نعرف إن كان”عرمان” يدري بهذا المخطط وهو إحدى الأدوات المستغلة فيه؟ أم أنه في غياب كامل عن الوعي أو مخدر تماماً ويقوم بتنفيذ ما يطلب منه؟! كأنما الرجل الآلي الذي يحرك وينفذ ما يؤمر به بعد أن انفضت المفاوضات بين الحكومة وقطاع الشمال بسبب رفع سقوفات المطالب، آخرها ما طلبه “ياسر عرمان” بمنح المنطقتين الحكم الذاتي، والحكم الذاتي يعني أيضاً الانفصال.. السؤال الذي يطرح نفسه أين أبناء المنطقتين اللتين يتحدث عنهما “ياسر عرمان”؟! وهل غاب أهلها تماماً عن الوعي فمنحوا “ياسر عرمان” حرية الحديث نيابة عنهم حتى ولو أدى ذلك لانفصال المنطقتين أو فصل دارفور تماماً؟!
لقد منحت الحكومة “ياسر عرمان” ومن شايعه فرصة لم يحلم بها تماماً، وهي موافقتها الجلوس معه على طاولة واحدة للحوار عن هذا الوطن وأهله الصابرين الصامتين.. لقد منحت الحكومة “ياسر عرمان” حقاً أكثر من حقه فمن الذي أعطاه هذا الحق ليتحدث عن وطن كامل؟ هل أُجري استفتاء أو أُقيمت انتخابات لتعطي “عرمان” الحق في الحديث عن هذا الوطن؟؟ “عرمان” فرد من أفراد هذا الوطن ولا يملك الحق في تقرير مصير أمة كاملة.. وإذا انفصل الجنوب في غمضة عين فلن نترك باقي الوطن يتمزق بسبب الأهواء الشخصية أو المؤامرات والدسائس التي يقوم بها “عرمان” ومن يقف وراءه.
الناس يمكن أن يختلفوا في أي شيء، لكن هذا الوطن وترابه لن نسمح لأي شخص أياً كان باللعب بمقدساته أو اتخاذ قرار فردي لمصلحته أو لمصلحة جهة ما.. “ياسر عرمان” لا يمثل في هذا الوطن إلا نفسه، ويجب أن يتم التصدي له حتى يعود إلى رشده قبل أن تأخذه تلك النشوة ويظن أن الوطن ملك له يفعل فيه ما يريد.
لقد سالت دماء في سبيل أن يبقى هذا الوطن موحداً، وإذا أراد “عرمان” أن يقسم الباقي بعد أن لعب دوراً مع آخرين في فصل الجنوب، فستسيل دماء أخرى ليبقى الوطن ويذهب الأشخاص.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية