ولنا رأي

كل شيء غالٍ إلا الإنسان في السودان..!!

يرتفع الدولار، وترتفع أسعار الملبوسات، والخضروات والطماطم، بينما ينخفض دائماً الإنسان في هذا الوطن.. لا أحد يقف إلى جانبه إذا تعرض لانتهاكات من أية جهة.. فهو المخطئ.. وهو مكسور الجناح.. كم من مواطن مورست ضده شتى أنواع وألوان التعذيب والقهر دون أن يجد من يقف إلى جانبه لينال الجاني عقابه.. في كل الدنيا الإنسان فيها محترم ومقدر ومقدس عدا هذا الوطن الحبيب.. الإنسان فيه مضطهد حتى من بني جلدته.. إذا أظلم الليل وغاب القانون تجد الأقوياء يقهرون الضعفاء ويسلبونهم حقوقهم.. في الليل أصحاب المركبات يمارسون ضغوطاً على المواطنين بزيادة تعريفة المواصلات دون أي مبرر.. (والعجبه عجبه.. والعربية حقتي الداير يركب يركب).. (في استغلال يا ناس أكتر من كده؟؟).. إذا أصبح الصباح وخرج الناس إلى أماكن عملهم يتلذذ أصحاب المركبات ويتغنون ويلعبون بالمواطنين ويوجهون العربة حسب ما يرون.. لا مدير المرور يسأل ولا رجل الشرطة البسيط يحاول أن يعيد لهذا المواطن حقه.. وإذا أصدرت الجهات المسؤولة تعريفة جديدة تجد أصحاب المركبات أول من يطبقها.. وإذا صدرت أخرى كانت في مصلحة المواطن كانوا أول من يخالفها.. في ميدان جاكسون عقب صلاة المغرب يتفنن أصحاب المركبات ويتعللون بحجج واهية، عندما يتدافع الركاب على المركبة ويقول صاحب المركبة: (ما راجع) أو (ماشي أصلي).. وغيرها من الحجج الاستفزازية التي ترفع درجة الغليان لدى المواطن الذي يود بالعودة إلى منزله بعد رحلة عذاب قضاها منذ الصباح الباكر في عمله.
لقد قرأت تصريحاً قبل أيام للرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” بعد حادث حركة أصيب فيه عدد من المواطنين المصريين.. الرئيس “السيسي” الذي تقلد الحكم في مصر قريباً ماذا فعل عندما سمع بحادث الحركة الذي حصد عدداً من الأرواح!! طالب الرئيس “السيسي” بتعويض أهل الضحايا فوراً بعد أن زارهم بنفسه، وطالب بعقاب من تسبب في الحادث وترحم على الموتى.. كم من مواطن سوداني راح ضحية الحوادث المروية الأيام الماضية؟! (شارع التحدي) الآن أصبح شارع الموت، فلم يمر يوم أو أسبوع إلا وهناك عدد من الضحايا نتيجة حوادث المرور، وكذلك شارع (الخرطوم- كوستي) خاصة بمناطق (الدويم) و(نعيمة) و(ود الزاكي) وغيرها من القرى التي راح بجوارها عدد من الأرواح نتيجة حوادث المرور.. فلا الدولة ذهبت في يوم من الأيام إلى أهل المتوفين ولا الشرطة اهتمت بتلك الحوادث التي تقع بين اليوم والآخر ولا وجدت حلول لتلك الحوادث المتكررة.. ما يؤكد ما ذهبنا إليه بأن أرخص شيء في هذا الوطن هذا المواطن.. عشرات المواطنين يموتون ولا أحد يسأل أو يتخذ قرارات فورية، إما بتسوية الطرق أو معاقبة أصحاب المركبات أو وضع خطة يمكن من خلالها الوصول إلى حل لمشكلة حوادث الطرق.
في بريطانيا تعثرت امرأة في الشارع، فتعطلت كل الحركة إلى أن نهضت وتأكدوا من سلامتها.. الناس هنا يموتون ولا أحد يسأل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية