هل المد الشيعي سبب إغلاق المراكز الإيرانية؟!
فجأة صدر قرار بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية، وطالب القرار بمغادرة المستشار الثقافي الإيراني البلاد خلال (72) ساعة، الحكومة تعلم منذ زمن أنَّ عدداً ليس بالقليل بدأ في اعتناق المذهب الشيعي، ولم تتطرق الحكومة لأولئك ولم تلقِ القبض على أحد منهم، بل في كل المناسبات التي تقيمها المستشارية الإيرانية كان هناك عدد من المسؤولين يشاركون في تلك الاحتفالات، بل كان المستشار الثقافي الإيراني “إبراهيم أنصاري” الذي انتقل للعمل بسوريا وتوفي إلى رحمة مولاه في غارة جوية.. قد ارتبط بعلاقات حميمة مع عدد مقدر من المسؤولين وأفراد المجتمع كان يزورهم في أفراحهم وأتراحهم، لم نسمع في يوم من الأيام أن “أنصاري” رُفضت مقابلته أو لم يقابل مقابلة طيبة خلال تلك المناسبات الخاصة أو العامة.. بسبب أنه إيراني أو شيعي؛ مما يؤكد أنَّ الحكومة لم يكن لها أي مأخذ على عمل المستشارية الإيرانية، وحتى في معارض الكتاب التي تقام سنوياً لم ترفض الحكومة منح المستشارية الإيرانية جناحاً خاصاً بها ولم تصدر قراراً بإغلاق أجنحتها في تلك المعارض.
الحكومة كانت على علاقة حميمة بإيران وذهب عدد من المسؤولين أمثال الدكتور “أزهري التجاني” حينما كان يشغل منصب وزير الإرشاد إلى إيران، وقبل عدد من المسؤولين الدعوة بل لبوها أي زيارة طهران.
الذي يحير الآن ما هو الجديد الذي دعا إلى إصدار قرار بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية، علماً بأنَّ العلاقة مع إيران لم تشُبها أي توترات ليجئ القرار مفاجئاً لكل الأوساط، بل ربما للإيرانيين أنفسهم، والمستشار الثقافي الإيراني الذي وصل مؤخراً غادر إلى إيران لتلقي العزاء في وفاة والدته لما يقارب الأسبوعين، وحينما كان الحديث همساً وفي المواقع الإلكترونية سألنا في نفس اليوم المستشارية الإيرانية عن صدور قرار الإغلاق فلم نجد منهم إجابة شافية.
أذكر في عام 2008م، كنا قد ذهبنا إلى إيران بدعوة من المستشار الثقافي الإيراني السابق “إبراهيم أنصاري” رحمة الله عليه.. كان الغرض من الزيارة تلقي دورة تدريبية في مجال الإعلام بالإضافة إلى التعرف على دولة إيران، كنا مجموعة من الصحفيين لم نتعرض لأي محاولة استقطاب للمذهب الشيعي، ولم يتحدث معنا أي شخص عن ذلك، ولم نلحظ ما يدور عن الشيعة ومن أحاديث مشينة سمعناها من عامة الناس، كانت “قم” محل إقامتنا لمدة شهر كامل وهي المدينة التي انطلق منها الإمام “الخميني” كنا نتجول في الطرقات وذهبنا إلى عدد من المدن الإيرانية فلم يلفت نظرنا شيء يدعو للدهشة.. لا ندري ما هو تأثير القرار الصادر على العلاقات السودانية الإيرانية، وهل الخلافات ما بين إيران وبعض دول المنطقة هي السبب لاتخاذ مثل هذا القرار خاصة وأنَّ السودان تربطه علاقات طيبة بين دول المنطقة خليجية أو إيرانية، لذا على السودان أن ينظر إلى مصالحه دون أي تأثير من جهة.