أخبار

أقرع ونزهي..!!

 

لست أعلم ما الحكمة في تبني الاتحاد العام لكرة القدم لمشروع طلب استضافة السودان لبطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم للمنتخبات، لأن الخبر الذي يتمسك اتحاد الكرة بصحته يبدو مثيراً للسخرية ومضللاً لأبعد حد، لأنه وببساطة وبعد سحب الـ(كاف) حق التنظيم للبطولة في العام 2017م من ليبيا لظروفها المعلومة فإن التنافس احتدم بين مصر وغانا وحظوظ الأولى ضعيفة لذات الأسباب الأمنية التي أقصت الليبيين، فيما تتقدم غانا بإلحاح لنيل المصادقة، حيث يدفع الغانيون بأنهم جاهزين بالمرافق الضرورية كافة، بينما تتقدم دول أخرى بملفاتها مثل كينيا وأثيوبيا.. ومع هذا تتراجع فرص الغانيين كذلك لأنهم نظموا بطولة العام 2008م ولن يكون عادلاً منحهم فرصة أخرى.. السودان ليس وارداً في هذا السجال، وقطعاً فإنه يشرفنا أن ينظم بلدنا منشطاً كهذا لما له من فوائد سياسية واقتصادية وصيت ثم سمعة، ولكن وبمنطق الأشياء ثمة ضروريات ومطلوبات قياسية لمثل هذه الاستضافات تتمثل في اشتراطات لازمة التوافر تتعلق بتوفير الملاعب والاستادات للتمارين والمباريات على عدة مجموعات، مما يعني توزعها على عدد من المدن التي يجب أن تتوافر فيها أنظمة نقل وطرق واستعدادات لاستضافة جحافل المشجعين والمتابعين للبطولة، وهو ما يعني الاحتياج إلى فنادق بعدد ومواصفات عالية وبخدمات لا تتوافر ببعض المدن.. وبالإجمال فإن التقدم بمثل هذا الطلب يحتاج إلى معالجات وأموال كبيرة أكبر من قدرة الاقتصاد الوطني على تحملها ودفعها.. وهذه الحقيقة التي يجب الاعتراف بها وعدم الانجرار وراء هذا الهراء الذي يصر عليه اتحاد كرة القدم السوداني! الاتحادات الكروية الدولية ومنها الـ(كاف) لا تجامل في شروط تنظيم البطولة الأكبر على مستوى المنتخبات، البطولة الأم والأهم، وهي شروط متفق عليها بالنسبة لمطلوبات تنظيم كأس العالم أو بطولة الأمم الأوروبية أو الأفريقية أو الآسيوية، والكفة التي ترجح دوماً في هذه الاستضافات كفة الدول ذات الإمكانيات والقدرات والتأهيل وقدرة البلد المضيف على بناء منشآت جديدة  وبنى تحتية ومطارات وملاعب وفنادق وخدمات، فكان طبيعياً أن تنظم البطولات الكبرى في دول مقتدرة، وهذا ما دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لإصدار توجيه بأن تنظيم بطولة أوروبا واعتباراً من 2020م  لن يتم إلا في دول وعند بلدان لها قدرات مالية، وهو ما يعني ببساطة أن دولاً أوروبية لا تدخل تحت هذا التصنيف لن تنظم البطولة ولو كان منتخبها لكرة القدم يحرز في المباراة الواحدة عشرة أهداف.
إن كانت للحكومة السودانية عبر وزارة الشباب والرياضة أو أية جهة أخرى نية لخوض هذه التجربة، ولو يكن الأمر (شتلة) من اتحاد الدكتور “معتصم جعفر”، فإن الأسلم توجيه القليل أو الكثير من المال الذي ينفق وسينفق على اللجان والاجتماعات وانبثق وانبثقت.. من الأفضل توظيف هذا المال ولو كان عشرة جنيهات سودانية في مصارف عديدة أهم من استضافة بطولة الأمم الأفريقية للمنتخبات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية