ولنا رأي

فضيحة انهيار واجهة مطار"صبيرة"!!

نشرت معظم صحف “الخرطوم” الصادرة أمس (السبت) الثاني عشر من يوليو الجاري، انهيار واجهة من مطار “صبيرة” بمدينة “الجنينة”.. الخبر فعلاً يستحق النشر وبالصفحة الأولى ولا ندري مطار ينشأ خلال فترة وجيزة لم يكمل عامه الأول ينهار جزء من واجهته من الجهة المنفذة، ولا ندري ما هو موقف الجهات المسؤولة إن كانت والي الولاية أو وزير التخطيط أو وزير الشؤون الهندسية أو المسؤول عن هندسة المطارات، فالانهيار عملية لابد أن تجري فيها محاسبة فورية أو الجهة التي قامت بالتنفيذ. ثانياً الجهة التي استلمت وهي تقوم بعملية الاستلام بصورة لم تراع الدقة، لأن مثل المشاريع الكبيرة التي يجري تنفيذها لا تسلم إلا بمواصفات معينة، فلا ندري هل الجهة التي أوكل لها عملية الاستلام تحققت تماماً أن المشروع قد اكتمل، وبنفس المواصفات التي تمت وبنفس الشروط التي تم الاتفاق عليها، أم أن الأمر بصورة عشوائية كما يحدث في كثير من المشاريع التي تنفذ ولكن لم يراع فيها الدقة في تنفيذ المشروع أو الشروط التي توقع على المنفذ في حالة الإخلال بأي بند من بنود تنفيذ المشروع.. لذلك لم تكن واجهة مطار “صبيرة” هي الوحيدة التي انهارت، فقد انهارت مشاريع كبيرة تم تنفيذها ولكنها لم تكن بالدقة فقد لاحظنا كثيراً من الطرق التي يتم تنفيذها تكتشف عورتها في أول موسم للأمطار. ففي ولاية الخرطوم كانت هناك فضيحة كبرى عندما أنشيء نفق “عفراء” فرغم جمال النفق ولكن ظهرت عيوبه في أول مطرة نزلت على ولاية الخرطوم، فقد غرق النفق وغرقت كل السيارات التي حاولت أو تعبر النفق. لم نعرف ماذا تم بشأن الجهة التي قامت بالتنفيذ، فهل يعقل أن يكون طلبة درسوا الهندسة لمدة أربع سنوات أو خمس قاموا بتنفيذ مثل هذا النفق، ولم يعلموا أن السودان به أمطار تصل معدلاتها أحياناً إلى (100) ملم، وأحياناً هناك سيول وفيضانات فقيام نفق بهذا المستوى ولم تحدد كيفية تصريف مياهه، فطالب المرحلة الابتدائية إذا أوكل إليه مثل هذا العمل لوضع مل الحلول ناهيك عن مهندسين، وربما درسوا بخارج البلاد ومعهم استشاريون ومهندسون من الخارج.
نتحدث كثيراً عن تفعيل القوانين ولكن يبدو أن القوانين لا تحرك إلا على البسطاء والمساكين، ولكن مسنودي الظهر لا أحد يسألهم حتى ولو إنهار مطار “صبيرة” بأكمله وليست واجهة من واجهاته فقط.
لقد ظهر الغش في عمليات البناء، فإذا كان المشروع يكلف (100) طن أسمنت المقاول أو المهندس يخصم نصف الكمية ويعمل بنصفها، ولذلك لابد أن تنهار المشاريع في السودان ولابد أن تنهار المطارات والطرق والعمارات والمستشفيات، طالما لا توجد محاسبة أو مساءلة من قبل الدولة. لذا نطالب ونكرر المطالبة بتحريك القوانين ومعاقبة كل مخطئ، وإلا سينهار مطار الخرطوم الجديد والأبراج التي يجري تنفيذها الآن وكل مشروع يوكل لفاقدي الضمير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية