ماذا بعد؟!

السيدة الأولى..!!

منذ أن بدأ الترويج لمسلسل (السيدة الأولى) الذي تعرضه بعض شاشات التلفزة خلال رمضان الحالي بدأ الفضول يطرح اسئلته حول المعني بالسيدة الأولى.. ولأن مصر تعيش تحولات سياسية مفصلية وشهدت خلال فترة وجيزة أكثر من ثورة وثورة مضادة فقد توقع كثيرون أن تكون المعنية بالسيدة الأولى هي “سوزان مبارك” حرم الرئيس المصري السابق “حسني مبارك” فيما اعتقد آخرون أن المقصودة هي جيهان “السادات”.. وهكذا دواليك ذهبت الظنون هنا وهناك إلى أن بدأ المسلسل في عرض حلقاته وبدلاً من إزاحة حالة الحيرة ازدادت واتسعت دائرتها حيث الأحداث الدرامية فيما يبدو حتى الآن على الأقل لا تشبه واقع الحال السياسي في مصر أو تؤشر إلى سيدة أولى بعينها وإن كانت المتابعة الأولية لحلقات المسلسل تضع المشاهد أمام إسقاطات جريئة يمكن أن تحدث مقاربات حقيقية مع الواقع.
ثمة رمزية في معالجة الأحداث والشخوص ومحاولة للدخول إلى عوالم سيدات مصر الأول ونبش لبعض الخفايا والأسرار التي توسع من دائرة شخصنة موضوع المسلسل في سيدة أولى بعينها.. لكنها في نهاية الأمر لا تخرج عن ذات الدائرة الضيقة لزوجات الرؤساء وهن يلعبن أدواراً متباينة في مسيرة الحكم.
المسلسل رغم عنونته اللافتة لكنه تجاوز (السيدة الأولى) إلى منظومة الحكم بكاملها ودخل إلى دهاليزها وكواليسها وقلب أوراقها وكشف بعضاً من ملابساتها وتعقيداتها.. كما ركز على موضوع الانتخابات والتنافس على كراسي الحكم والصفقات التي ظلت تحدث والتحالفات والتقاطعات.. وبالتالي فالمسلسل تجاوز مفهوم الفترة الزمنية المحددة للعمل الدرامي مثلما تخطى الوقوف أمام وقائع تاريخية بعينها وجعل الحدوتة صالحة لأن تقرأ بأكثر من زاوية.
إذن العمل تم حشوه بالكثير من الشخوص والأحداث التي تتصل بعوالم الكبار وحاول أن يبتعد عن التوثيق إلى روح الدراما نفسها وما تقتضيه من تضخيم احياناً أو تقزيم أحايين أخرى لبعض المنطق الواقعي (غير أن المشاهد في مجملها ظلت تثير الكثير من التساؤلات والقليل من الدهشة ذلك لأن ما هو مفتعل ومقحم يعلو على ما دونه وكأنما المقصود هو المراهنة على الأداء التمثيلي لنجوم العمل أكثر من القيمة الفنية للموضوع المطروح وقد يذهب البعض أكثر من ذلك ليقول إنها عودة للتفصيل على حسب مقاس الأبطال فكل الخطوط مشغولة بالسيدة الأولى ( الفنانة غادة عبد الرازق) وهي تتقمص شخصية ليست بالواحدة وإنما تمثل في ذهن المشاهد أكثر من حرم رئيس!!
مباراة في الأداء التمثيلي ما في ذلك شك لكن حتى الآن الأمور تبدو سطحية إلى حد كبير ولم تلامس العمق سوى التأكيد على مسألة ربما مفروغ منها وهي أن (السيدة الأولى) هي التي تحكم في كثير من الأحايين وأنها تمثل مؤسسة رئاسية موازية تكاد تهيمن في هذه المنطقة على معظم مفاصل الحياة السياسية.
لا نعرف إن كان ذلك كله انتصار للمرأة كمعطى له تأثير قوي في الجانب السياسي أم هو تعرية للوجه الأخر القبيح للنساء اللاتي ظللن يمارسن أدواراً تتخطى مجرد أنهن زوجات للرؤساء.. وربما أسهمن أحياناð في إفساد أنظمة الحكم والتعجيل بإسقاطها.
أسئلة كثيرة مازالت معلقة قد يجيب عليها المسلسل في حلقاته المتبقية وقد يتركها بلا إجابات !!

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية