ولنا رأي

رحلتي إلى القاهرة (16)

نظراً لبعض الظروف السياسية التي كانت تتطلب التعليق على بعض القضايا التي زحمت الساحة منها قضايا الفساد وقضايا سياسية مختلفة، كلها منعتنا من الالتزام بذكرياتنا بالقاهرة. وفي هذه الحلقة نحاول متابعة تلك الذكريات التي نسجلها من الذاكرة، فأذكر أن إدارة مدينة البعوث الإسلامية التابعة لجامعة الأزهر كانت تحرص على إقامة رحلات خارج القاهرة للطلبة المنتسبين إليها، ومدينة البعوث الإسلامية يقطنها طلبة من مختلف دول العالم الآسيوي والأفريقي والعربي والأوروبي، وفي تلك الرحلة التي حددت لزيارة (العين السخنة) بمدينة السويس طلب من الطلبة تسجيل أسمائهم لتلك الرحلة، فدائماً يقع الاختيار على مجموعة لا تتجاوز العشرين أو الثلاثين طالباً، فمن السودان كنت أنا والزميل الراحل الدكتور “كمال حنفي منصور”، فجلسنا في سيارة واحدة إذ إن هناك سيارة أخرى بها مجموعة من الآسيويين ومن لدول الشقيقة الأخرى.. الرحلة دائماً تزود بالطعام والشراب ولا يدفع الطالب مليماً في ذلك.. منذ الصباح الباكر انطلقت بنا السيارات في اتجاه مدينة السويس، ولكن لسوء الحظ لم ينسق قائدا السيارتين مع بعضهما البعض فأسرع قائد السيارة الأولى بينما كانت السيارة الأخرى تركض خلفه، وفجأة تعطلت سيارتنا ونحن في منطقة صحراوية فنزلنا جميعاً لمعرفة أسباب العطل وبعد أن بحث سائق السيارة اكتشف أن سير المروحة قد انقطع ولا يوجد بديل ووقتها لم تكن هنالك موبايلات للاتصال بالعربة الأخرى أو الاتصال بأية جهة أخرى حتى تتمكن من إنقاذنا، وظللنا لفترة طويلة ننتظر الفرج إلى أن جاءت عربة نقل بالطريق وتوقفت فصعد أحد العاملين المرافقين للرحلة معهم وظللنا في انتظاره لفترة أطول التقطنا فيها الصورة الجماعية، كما تعرفنا على بعضنا البعض، وكانت مجموعة طيبة منهم عراقي وآخر من فولتا العليا وبعض الفلبينيين والإندونيسيين.. الطقس وقتها كان معتدلاً لا (برد) ولا (سخانة)، ولكن ربما يكون أقرب إلى (البرد) تقريباً، لأن معظمنا كان يرتدي (فانلات برد) وآخرون (سويترات) أو (بدل).
عاد منسق الرحلة بعد أن اشترى سيراً بديلاً للسير الذي انقطع، ولكن الزمن لن يمكننا من متابعة الرحلة إلى مدينة السويس.. أو (العين السخنة) فعدنا إلى المدينة والشمس ربما قاربت على المغيب، وضاعت علينا رحلة كنا نمني النفس فيها بقضاء ساعات أجمل على الأقل نروح فيها عن أنفسنا، خاصة وأن مدينة السويس يقال إنها من المدن الجميلة ولم تتح لنا فرصة أخرى لزيارتها، ولكن نظمت إدارة المدينة رحلة أخرى إلى مدينة بورسعيد، وهي مدينة تجارية كل شي فيها بـ(تراب القروش) كما يقال، ولم نفوت الفرصة.. وسنحكي عنها وعن جمال المدينة والمحال التجارية فيها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية