ولنا رأي

قضايا الفساد وخيانة الوطن..!!

يتحدث البعض أن الاتهام الموجه للإمام “الصادق المهدي” بالخيانة ما هو إلا محاولة لصرف أنظار الناس عن ملفات الفساد التي تتبناها الصحافة السودانية هذه الأيام، وشكلت رأياً عاماً سالباً على الدولة، ولا مخرج من تلك الملفات إلا بلفت أنظار الناس عنها بموضوع كبير يجعل المواطنين يتابعونه كما يتابعون مباراة كبيرة في كرة القدم بين الفرق الأوروبية أو المحلية.
فالإمام “الصادق المهدي” الآن هو الأقرب إلى الحكومة، وهو الذي ظل يشتت المعارضة يميناً ويساراً، وهو الذي فقد أهم عنصر وكادر قيادي في حزبه الدكتور “إبراهيم الأمين” بسبب هذا التقارب مع الحكومة، ولذلك ليس من المنطق أن تتهم الدولة السيد الإمام بالتخابر وهي صفة لا يمكن توفرها فيه فهو سليل الوطنيين الذين ضحوا بدمائهم رخيصة في سبيل هذا الوطن، لقد جعل جد الإمام “المهدي” لنا ولكل سوداني وطن نفخر به. لقد قاتل الترك وملة الكفر مجتمعة من أجل هذا الوطن، وكذلك عمه الإمام السيد “عبد الرحمن المهدي” فليس من المنطق أن يكون الإمام اليوم خائناً أو بائعاً لوطنه وهو الذي يضع يده اليوم في يد الحكومة من أجل الخروج من الأزمات المتلاحقة ليعيش الوطن والمواطن في أمن واستقرار وسلام، وليس من المنطق أن نلصق تلك الصفة به وابنه مساعد لرئيس الجمهورية، وأبناؤه يشاركون في أجهزتها المختلفة.
لقد حاولت الدولة أن تشغل المواطن بموضوع جديد وليس على الساحة الآن إلا الإمام “الصادق”، الذي يسعى جاهداً أن يشكل ثنائياً مع الحكومة للوصول إلى اتفاق في كثير من الملفات والقضايا التي يعاني منها الوطن. إن قضايا الفساد أصبحت تزكم الأنوف، وربما شكلت هاجساً كبيراً للدولة ولا مخرج لها إلا بإثارة موضوعات تخبو نارها، ومن تلك الموضوعات اتهام الإمام بالخيانة، والحكومة تعلم قوة حزب الأمة والأنصار، ولم يكن من بينهم خائن أو عميل لوطنه، ظلوا يعملون جاهدين من أجل أن يكون السودان دولة لكل أبنائه، حتى انفصال الجنوب لم يفرحوا أو يسعدوا به.
لقد تعرض حزب الأمة والأنصار منذ زمن طويل إلى المكايدات السياسية، فقد فتكت الطائرات والقنابل بأهله في الجزيرة أبا، وود نوباوي ولم يتصد أحد لذلك، ظلوا يقاتلون وحدهم ويتحملون كل الأذى وحدهم، ولم تثنهم المكايدات ولا القتل المعنوي في سبيل هذا الوطن. لقد قضى الإنجليز على أبناء الإمام “المهدي” أمام مرأى ومسمع الجميع، فـ”الفاضل” و”بشرى” يقتلون برصاص الإنجليز جهاراً نهاراً ولم يتصدَ للإنجليز فرد ليمنع وقف تلك الطلقات، وما زالت الشكابة تحتضن أجسادهم الطاهرة. فإذا كانت الدولة تريد أن تصرف نظر الناس عن القضايا، فهناك عدة وسائل أخرى لتصرفهم بها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية