ماذا يريد أصحاب العربة الدبل كاب؟!
إبان الحقبة المايوية كان جهاز الأمن يطارد الناشطين سياسياً ويبحث عنهم بمنازلهم، وأحياناً تأتي المعلومة للناشط السياسي من أولاد الحي، عندما يشاهدون وجوهاً غريبة تسأل عن فلان الفلاني. وهنا يدخل الشك في القلوب والنفوس فيخبر الناشط بأن أفراد جهاز الأمن يبحثون عنك، فإما أن تترك الحي وإما أن تغادر إلى منطقة أخرى. وأذكر أن الدكتور “مطرف صديق” وكان وقتها طالباً بجامعة الخرطوم وناشطاً سياسياً في صفوف حركة الإخوان المسلمين، تمت مطاردته بعد إغلاق الجامعة فغادر إلى إحدى ولايات الغرب، وتم التعرف عليه وتم إلقاء القبض عليه.. وأحياناً تكون أجهزة الأمن تبحث عنك إذا لم تكن شخصية معروفة لديها أو لديك ميول سياسية، ولذلك ترسل إلى المنطقة التي تسكن فيها لجمع المعلومات عنك حتى إذا ما اعتليت تلك الوظيفة تكون شخصية جمعت أدق المعلومات عنها، ولكن لا أدري ماذا بشأني بعد هذه السنين الطويلة في مهنة معروفة للكافة ونكتب ولا نخاف من شيء ندافع عن حقوق الغلابى والمظلومين، وأجهزة الأمن لديها معلومات منذ عشرات السنين، وربما منذ أن كنت طالباً بجمهورية مصر العربية، وليست في حاجة إلى معلومات جديدة إلا إذا كانت هناك وظيفة دولية أو وزارة تريد أن تضعني فيها بدون علمي.
قبل عدة أسابيع أو أيام التقيت بشقيقي بسوق أم درمان، فذكر لي أن شابين يقودان عربة بوكس جاءا يبحثان عنك بودنوباوي بعد أن فشلا في معرفة منزلي بالثورة، سألته عن شخصيتهم ودوافعهم وما الذي يريدانه، قيل له نحن نعرفه منذ أن كان بالانتخابات ونريده أن يعمل معنا بالانتخابات، قلت له ولكن ناس الانتخابات من البروفيسور “عبد الله أحمد عبد الله” وحتى الساعي “حامد” يعرفونني تماماً، وحتى قائدي السيارات بكاسي أو عربات تشبه عربات الأمم المتحدة يعرفونني تماماً، وإذا احتاجوا إلىَّ لاتصلوا علىَّ هاتفياً لأنهم أيضاً يعرفون تلفوني، وإن فشلوا في ذلك يعرفون مكان عملي.
اتصلت باللواء “العبيد صالح” بجهاز الأمن وأخبرته بما حصل، فطلب مني معرفة العربة ورقمها ولكن للأسف شقيقي لم يدقق.
بالأمس اتصلت على المدام عند الواحدة ظهراً وقالت لي هناك شخصان يقودان عربة دبل كاب جاءا يسألان عنك وقالوا هم من أمانة المؤتمر الوطني، قلت ليها وناس المؤتمر الوطني إذا أرادوني لوصلوا إلىَّ، ثم قالت ثانية: ذهبوا إلى محل موبيليات لابن شقيقك فدلهم على المنزل، فعندما سألت ابن شقيقي نفى الواقعة تماماً فلم يأتِ إليه أي شخص يسأله عني.
فلا أدري من هؤلاء الذين يبحثون عني وفي وضح النهار، فمن كانت له مشكلة فمحلها الصحيفة ومن يبحث عن مساعدة أيضاً مكانها الصحيفة، ولكن هذا بمثابة بلاغ موجه إلى أجهزة الأمن لمراقبة أولئك إن كانوا لصوصاً أو مجرمين أو لهم هدف آخر.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.