الديوان

الملحن القدير "يوسف القديل" في بوح خاص لـ(المجهر)

ضيف مساحتنا القادمة صاحب سنوات عديدة من العطاء المتواصل في مجال الموسيقى والألحان .. تغنى بألحانه أبرز نجوم الغناء من الشباب، فهو من طراز الملحنين المتميزين ببصمتهم الخاصة.. لم يكن الطريق أمامه سهلاً بل إنه اجتهد وثابر وانتقل من نجاح إلى نجاح إلى أن وصل. من خلال ألحانه المتميزة فنال ثقة المطربين وإعجاب الجماهير.. غنى له مطرب الشباب الراحل “محمود عبد العزيز” مجموعة من الأغنيات الكبيرة من بينها (خوف الوجع) (لهيب الشوق) ( برتاح ليك) ( ماتشيلي هم) ( اتفضلي) ( سيب عنادك) ( نور العيون) ( عشان سمحة) وغنى له “عصام محمد نور” ( زمان الفرقة) ( يا غالية) ( جابني الشوق) إنه الموسيقي الشاب عازف الكمان الماهر وصاحب الجمل اللحنية الساحرة الأستاذ يوسف “القديل” .. فإلى مضابط حوارنا معه.
} في البداية قلنا له كيف ترى الواقع الذي يعيش فيه الوسط الفني الآن؟
– الواقع الفني بين السلبي والإيجابي ولكن وللأسف الشديد الظواهر السالبة أصبحت طاغية على الوسط، وكادت تسيطر على الوضع فيه والدليل على ذلك غالبية الأعمال الغنائية التي تردد الآن في حفلات الأفراح هي من شاكلة الغناء الهابط.
} وفي رأيك كيف يمكن محاربة هذه الظواهر والقضاء عليها؟
– المسألة تحتاج لوقفة قوية وتضافر جهود كل الحادبين على مصلحة الفن الأصيل، من مطربين وموسيقيين وملحنين وشعراء. وتضييق الخناق على الظواهر السالبة يأتي بالمزيد من إنتاج الأعمال الغنائية ذات القيمة.
} هبوط الأغنية هل يتوقف على تردي الكلمات أم ان هنالك ألحاناً هابطة ؟
– نعم كما توجد كلمات هابطة فهنالك ألحان هابطة، والألحان الهابطة لا ترسخ في الذاكرة ولا تترك أثراً في النفس الذواقة. وبصورة أقرب هي ألحان الدائرية التي لا طعم لها ولا لون ولا رائحة.. أما اللحن الأصيل الممتن فهو الذي يبقى في الخاطر وتظل تردده بينك وبين نفسك، والدليل على ذلك الإرث الفني من الألحان العبقرية التي ورثناها من عمالقة الغناء أمثال “إبراهيم الكاشف” و”أحمد المصطفى” و”عثمان حسين” و”محمد عثمان وردي”.
} هناك من يرى أن الملحنين هم من ساهموا في خلق هذه الأزمة؟
– هذا الحديث غير صحيح ولا يمكن لملحن حقيقي صاحب ملكات إبداعية أن يساهم أو يشارك في صنع الأغنيات الهابطة، وكل الذين ساهموا في ترويج هذه النوعية من الأغنيات الفاسدة لا علاقة لهم بالفن لا من قريب ولا من بعيد .
} في محيطك الخاص ما هو الشيء الذي يشغلك الآن؟
– في الخاطر أفكار عديدة مازالت في طور الدراسة المتأنية والآن على وشك الانتهاء، مع وضع اللمسات النهائية لموسيقى أوبريت غنائي خاص بمشروع (نفرة كردفان). وهذا العمل من كلمات “عمار الياسري” وهو عبارة عن حوار بين كردفان الوطن الأم وبين أبنائها الكردفانيين.
} جديدك من الأغنيات العاطفية؟
– بحمد الله وفضله وتوفيقه في الفترة الأخيرة أكملت صياغة مجموعة من الألحان الغنائية العاطفية، من بينها ثمانية أعمال كانت من نصيب الفنان الشاب “فتحي السمري”. وهي (ما بتستاهل) كلمات “ابتسام حمدان” (بعد العيد) كلمات “يوسف الأمين” (نفسي أعرف) كلمات “محمد الحسن السيد”، أيضاً هناك مجموعة من الأعمال من نصيب الفنان “عصمت بكري”، (زمن المحنة) كلمات “عدولي” و(عاشق جمالو) كلمات “إبراهيم محمد إبراهيم” و(دمع الرجال) كلمات “أيمن بشير”.
} تجربتك الثنائية مع مطرب الشباب الراحل “محمود عبد العزيز” ماذا تقول عنها؟
– تجربتي أو ثنائيتي مع عملاق الأغنية الشبابية الراحل “محمود عبد العزيز” من أميز التجارب الإبداعية في حياتي ومسيرتي الفنية. وحقيقة الراحل المقيم “محمود عبد العزيز” شكل لي إضافة وإحساسي في الألحان التقى مع احساسه وطريقته الأدائية المتميزة.
} وهل تتوقع في مقبل الأيام أن تعيش تجارب مماثلة مع فنان آخر من الشباب؟
– لا أعتقد ذلك فتجربتي مع “الحوت” عصية على التكرار والتماثل، ولسبب بسيط الإمكانيات الصوتية التي تمتع بها “محمود” من المستحيل أن تجدها في فنان على الأقل في المستقبل القريب.
} المطربون الشباب الموجودون الآن في الساحة الغنائية أليس من بينهم صوت يمكنه أن يورث جمهور “الحوت”؟
لا يوجد فنان يستطيع أن يملأ الفراغ الذي تركه “الحوت” و”الحواتة” لا يمكن أن يعطوا أذنهم لصوت غير صوت “محمود”.
} بخلاف الإمكانيات الصوتية ما هي الأشياء التي تميز بها “الحوت”؟
– “محمود عبد العزيز” كان متميزاً في كل شيء.. تميز كفنان وكإنسان وعملياً كان لا يرضى إلا بأعلى درجات التميز، وهذا ما لمسته فيه أثناء البروفات التي كنا نجريها لكل أعماله الغنائية الجديدة.
} العديد من الشخصيات ظهرت تقلد صوت “الحوت” بالكربون .. ماذا تقول عن هذه الظاهرة؟
– الشخص الذي يقلد أو يحاكي الصوت بصورة بغبغائية لا يصلح لأن يكون فناناً، وهذه الظواهر لن تستمر طويلاً وسوف تتلاشى مع مرور الزمن، وهؤلاء المقلدون فليسألوا أنفسهم أين من سبقوهم في تقليد صوت “الكاشف” وصوت “عثمان حسين” وصوت “وردي” والبقاء في النهاية للأصل.
} مَن مِن المطربين الشباب لفت انتباهك في الفترة الأخيرة؟
– “فتحي السمري”.. هذا الشاب إذا سار على الطريق الذي رسمناه له فسوف يكون له شأن، فهو يتمتع بخامة صوتية نادرة وملكات هائلة.
} من الملاحظ عدم تعاملك مع الأصوات النسائية ؟
-عدم تعاملي مع الأصوات النسائية في الفترة السابقة غير مقصود ومؤخراً ولأول مرة تعاملت مع المطربة “نادية الطيب” وأعطيتها ستة أعمال منها (أحتارأنا) كلمات “إبراهيم محمد إبراهيم” و(ماتلومني ) كلمات “يوسف الأمين”.
} مطرب سهامت في ظهوره ؟
-المطرب الشاب “شكر الله عز الدين” تعاملت معه في أكثر من عشرين عملاً، من بينها (الدمعة لو غلبا النزول). وأعتقد أن هذه الأغنية ساهمت في نجوميته وقدمته للناس.
} وما هي الأشياء التي يجب توافرها في الملحن الناجح؟
– الموهبة الصادقة والتمكن في مجال التأليف الموسيقى.
} ما هي المعايير التي على ضوئها تختار القصائد التي تقوم بتلحينها؟
– أولاً أبحث عن القصيدة ذات الكلمات الصادقة والمعاني المعبرة، والقصيدة التي أشرع في تلحينها لابد أن تلامس إحساسي وتحركني نحوها بمضامينها.
} لحن غنائي تمنيته لنفسك؟
– لحن وموسيقى أغنية “بين اليقظة والأحلام” للفنان القدير “حمد الريح”، وهي من ألحان الملحن القدير الراحل “ناجي القدسي”. الجمل الحنية في هذه الأغنية دائما ما أحس أنها قريبة مني.
} أقرب ألحانك إلى نفسك؟
– (لهيب الشوق)
} ما هي أكثر ألحانك التي كان يحبها الراحل “محمود عبد العزيز”؟
– (ما تشيلي هم) هذه الأغنية من أكثر الأغنيات التي أعجبت “محمود”، ولشدة حبه لها أذكر أنه عمل لها أكثر من بروفة و(ضبح ليها خروفين).
} أعمال بينك و”الحوت” لم ترَ “النور”؟
-مجموعة من الأعمال أعطيتها له مكتملة الألحان، منها (احتار أنا) كلمات “إبراهيم محمد إبراهيم” (البحبك هو البلومك) كلمات “خالد محمد عثمان كندا”.
} أخيراً كيف استطعت أن تحقق كل هذا النجاح؟
– التفرغ التام لقضية الفن، والحرص الدائم على تقديم ألحان عالية الجودة، غنية بالتنوع والثراء الموسيقي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية