ولنا رأي

رؤساء التحرير ولقاء نائب الرئيس!!

لم أستطع التعليق على لقاء نائب رئيس الجمهورية السيد “حسبو محمد عبد الرحمن” برؤساء التحرير أمسية (الخميس) الماضي، بسبب وعكة ألمت بي عقب اللقاء الذي انتهى في الساعات الأولى من الصباح، كما يقول الأستاذ “أحمد البلال الطيب”. لقد تعرضت لأنفلونزا حادة لم أتمكن من مغادرة السرير إلا للشديد القوي كما يقول أهلنا.
لم يتغيب عن اللقاء إلا رئيس تحرير الزميلة (السوداني) “ضياء الدين بلال” والذي أناب عنه الأستاذ “محمد عبد العزيز” بسبب ظروف خاصة.
كان نائب رئيس الجمهورية يستقبل ضيوفه من رؤساء التحرير بنفسه ويسلم على كل واحد منهم باسمه، أنا حقيقة لم ألتقه رغم أنه من خريجي مصر، وكان في الاتحاد الأخ “السمؤال خلف الله”، ولكن لم ألتقه إبان تواجده في القاهرة أو في الخرطوم، إلا لقاءً عابراً في زيارة رئيس الجمهورية إلى “جوبا” الأخيرة. ولكن عندما دخلت عليه صافحني باسمي.. الرجل كان في قمة البساطة والتواضع وعندما ابتدر الحوار طالب بالتعارف أولاً، ومن ثم الدخول في لب الحديث.
حاول نائب رئيس الجمهورية أن يسمع من رؤساء التحرير ماذا يريدون من الجهاز التنفيذي فيما يتعلق بالحوار، وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الصحافة في المرحلة المقبلة بعد أن فتح السيد رئيس الجمهورية الحوار للأحزاب والقوى السياسية المختلفة، وكيف سيبدأ هذا الحوار، وهل بالإمكان أن يصل إلى مبتغاه.
رؤساء التحرير كانوا يحملون نبض الشارع وأسئلة ثقيلة حاولوا أن يلقوا بها في طاولة نائب رئيس الجمهورية، ولكنها أسئلة صعبة جداً ولا أحد من الجهاز التنفيذي يستطيع تحملها، لولا رحابة صدر السيد النائب والحريات التي انفتحت، ولو كان الذي طرح في أي دولة من دول القمع والكبت، لبحثت كل الصحف عن رؤساء تحرير بديلين لرؤساء التحرير السابقين. لقد تحدثوا بشفافية زائدة لم نلمح أي تغيير في ملامح وجه نائب رئيس الجمهورية على كل ما طرح، ولكن الأستاذ “ياسر يوسف” وزير الدولة بوزارة الإعلام تأثر بتلك الأسئلة، عندما بدأ مداخلته قائلاً: (عصرتم علينا)، وفعلاً كان عصراً خاصة حينما قال الأستاذ “أحمد البلال الطيب”: هذه آخر فرصة للحوار، فإذا لم يقبل المؤتمر الوطني بها فلن تكون وبالاً على المؤتمر الوطني وحده، وإنما ستكون على كل السودان. وقال: لقد جئت وقبل دقائق وكنت أتحدث عبر (الواتساب) مع الأخ “مالك عقار”، وقلت له هل سترفضون الحوار، فقال نعم. “أحمد” قال: لا يمكن أن تطالب الحكومة بالحوار وفي نفس الوقت تقول نظفنا الجبال من التمرد. وكلام “البلال” أخاف الجميع، ولكن يبدو أن نائب رئيس الجمهورية استمع لمثل ذلك كثيراً، وقال إذا لم نتوصل إلى الحوار فيكفينا أننا جمعنا (83) حزباً واستمعنا إليهم.
السيد نائب الرئيس حاول أن يشرك الإعلام في هذا الهم الوطني لأن الإعلام مؤثر جداً في الرأي العام.. المهم الجميع فهم ما الذي يريده نائب رئيس الجمهورية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية