ولنا رأي

هل يوقف مولانا "عبد الله" اجتهادات الآخرين في أمر استقالته؟!

حتى الآن لم يستطع أحد أن يتوصل إلى السبب الذي دفع مولانا “عبد الله أحمد عبد الله” رئيس المحكمة الدستورية إلى التقدم باستقالته، ولا أحد حتى الآن يعلم ماذا كتب مولانا في استقالته التي رفعها إلى رئيس الجمهورية، فما زال البعض يتكهن بأسباب تلك الاستقالة، وإن كان الظاهر فيها ترأسه للجنة التحكيم في قضية (الأقطان) مع شركة (متكوت) ولكن لم يكن هنالك سبب واضح في ذلك يدفعه للاستقالة، فلم يصدر بيان من رئاسة الجمهورية أو من وزارة العدل يتهم فيه مولانا بأي نوع من الفساد، فمولانا “عبد الله أحمد عبد الله” من القضاة المشهود لهم بالنزاهة والإخلاص والتفاني في عمله، ولم تحم حوله أية شبهة فساد أو استغلال نفوذ من قبل.. وفي حوار أجرته صحيفة (الصيحة) مع الخبير القانوني “عمر عبد الله الشيخ” حينما سئل عن أسباب استقالة مولانا “عبد الله” قال: ربما يكون السبب رفضه التدخل في عمله القضائي، ولا يجوز لأي أحد أن يتدخل فيه.. ومولانا “عبد الله” حتى الآن لم يخرج إلى وسائل الإعلام للحديث عن تلك الاستقالة، وسألناه في صباح باكر بعد قبول رئيس الجمهورية لاستقالته، ولكن لم يوضح أي سبب لها، وقال: لم يحن الوقت للحديث عنها.. ولكن هناك عدد من رؤساء القضاء السابقين تشابهت ظروفهم مع ظروفه تقدموا باستقالاتهم والأمر أيضاً بالنسبة لنا غامض ولم نتبين نقطة واحدة في هذا الظلام حتى نهتدي للأسباب.
مولانا “عبد الله” رجل واضح ويعمل بالقانون الذي تعلمه من أساتذته في الجامعات، ومن المحاكم، ومن خبرته الطويلة في هذا المجال، فإن لم يعجبه الحال أو الوضع الذي يعمل فيه، لن يفيده بعد هذا العمر الطويل الذي أمضاه في ردهات المحاكم، ولن يحتاج إلى الوظيفة فقد بلغ شأواً عظيماً ومرتبة رفيعة بدأها من أول السلم حتى وصل نهايتها.. فماذا يريد بعد هذا؟!
إن هيئة التحكيم في قضية (الأقطان) وشركة (متكوت) التي وضع على رأسها مولانا “عبد الله” لا أظنها عملت بدون القانون، فجل العاملين في هذه الهيئة من القضاة المشهود لهم بالنزاهة، وأي طعن فيهم يعني طعناً في القضاء، والقاضي النزيه لا يتحمل الطعن في عمله أو في ذمته، وقد قال الخبير القانوني “عمر عبد الله الشيخ” أيضاً في رده على سؤال: ما الذي قالته شركة (الأقطان) عندما تقدمت بدعوى بطلان للقرار الذي أصدرته هيئة التحكيم؟ قال: اطلعت على التسبب ولم يكن جميلاً، إذ حاولوا اتهام أعضاء هيئة التحكيم، لم يقولوا الفساد (بي وش البيت)، ولكن الكلام يدور في هذا المعنى.. وقال: طعنوا في حيدة رئيس هيئة التحكيم وأعضاء الهيئة، وأن رئيس الدستورية رفض إعطاءهم صورة من الحكم ورفض إعطاءهم الإعلان.. لقد سبق لمولانا “عبد الله” أن أصدر قرارات لن يستطيع أي أحد أن يصدرها إن لم يكن قوياً في شخصه وفي عمله، فقد أصدر قرارات كانت لصالح الكاتب “إسحق أحمد فضل الله” عندما منع جهاز الأمن مقالات له، كما أصدر قراراً آخر بعودة صحيفة (التيار).. رجل بمثل هذه القوة لن تستطيع أية قوة أن تملي عليه أي قرار أو تحاول أن تضمه إلى جناحها أو تتهمه بالفساد.. لذا على مولانا “عبد الله” أن يخرج إلى الإعلام فيوضح الأسباب الحقيقية لاستقالته بدلاً عن اجتهادات الآخرين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية