ولنا رأي

(ما بمشي لمدني.. والله كان جات مدني)!!

سكان مدني يعشقونها تماماً، وأفردوا لها العديد من القصائد التي تمجدها، فغنى لها الفنان العملاق “محمد الأمين” (مدني) وغنى لها الشباب (يا شباب مدني يلا لمدني).. وأصبحت مدني عاصمة ولاية الجزيرة من المدن التي وجدت رواجاً وشهرة وسمعة كبيرة، وغنى لها الفنان “محمد مسكين” (من أرض المحنة ومن قلب الجزيرة)، وربما يعني الفنان هنا أيضاً مدني باعتبارها العاصمة التي يفد إليها كل الناس بغرض التسوق ولا تقل مكانة عن العاصمة الخرطوم، وولاية الجزيرة دفعت بعدد كبير من الشعراء والفنانين ولاعبي كرة القدم منهم الشاعر والأديب والصحفي الكبير “فضل الله محمد”، الفنان “الكاشف”، الأستاذ الصحفي الراحل “محمود أبو العزائم”، الفنان “محمد الأمين”، “عصام محمد نور” و”إنصاف مدني”، و”حمد والديبة” في مجال كرة القدم.. وسكان ولاية الجزيرة بكل قراها ومدنها لا يبيتون الخميس خارجها، خاصة الذين يعملون بولاية الخرطوم، فمنذ الساعة الثانية عشرة كل مواطني مدني وقرى الجزيرة يكونون قد رتبوا حالهم للسفر، إضافة إلى أن سكان ولاية الجزيرة ومدني يتدافعون نحو عمل الخير دائماً ويجاملون بصورة ملفتة للنظر، وهذه نلاحظها في المآتم، فإذا مات شخص سافر له كل الناس، وإذا عادوا اليوم ومات غداً رجل أو امرأة عادوا مرة أخرى.. السفر عندهم أسهل شيء.
ولكن رغم محبة أهل الجزيرة ومدني لولايتهم ولمدينتهم، فهذا الحب ربما انعكس سلباً على الصحفيين بسبب نيابة الصحافة التي ظلت في كل يوم تطلب رئيس تحرير أو صحفياً للمثول أمامها بسبب خبر نُشر عن قضية محلها الجزيرة أو مدني، فكم من رئيس تحرير عانى من تلك الاستدعاءات.. وأمس الأول مثل الزميل “إمام محمد إمام” رئيس تحرير الزميلة (التغيير) أمام النيابة في بلاغ متعلق بقضية نشر بالولاية.. لا أعرف سبب استثناء هذه الولاية.. نعم هي ولاية مميزة وتحمل كل مقومات الولاية المتطورة، وفيها والٍ بدرجة بروفيسور، ولكن كل هذا لا يعطيها الحق أن تستثنى عن بقية ولايات السودان، فإما أن تعمم النيابات بكل ولايات السودان أو إلغاء تلك النيابة، ويكون التقاضي كله بولاية الخرطوم كما كان متبعاً، وإلا فإننا نحرم الكتابة إيجاباً أو سلباً عن ولاية الجزيرة وقراها وحلالها ومدنها، وتكون هناك مقاطعة من كل الصحف لأي خبر أو تحقيق أو تقرير عن ولاية الجزيرة، لأن الأمر كأنما فيه استهداف للصحف وتخويفها من نشر أخبار أو تقارير عن الولاية.. فلابد أن تكون أخباراً وتقارير ومقابلات إيجابية وإلا فإن السلبي يعرضهم للذهاب إلى الجزيرة يوماً أو يومين، شهراً أو شهرين أو سنة إذا استمرت عمليات التقاضي، وفي هذه الحالة نقلب قول الشباب: (ما بمشي لمدني يا شباب مدني.. والله كان جات مدني.. ما بمشي لمدني).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية