العلاج المجاني حق مكتسب
بوصفي طبيبة اختصاصية أطفال تابعت باهتمام الخبر الوارد بـ(صحيفة المجهر السياسي) يوم الثلاثاء 1 أبريل 2014م العدد رقم (670) الذي تضمن مقترحاً مقدماً من قبل (وزارة الصحة) لتحويل العلاج المجاني للأطفال والحوامل والقيصريات للتأمين الصحي، وكانت هناك إشارة إلى إجراء دراسة لبحث إمكانية تحويل المبالغ المخصصة للعلاج المجاني للأطفال والعمليات القيصرية إلى التأمين الصحي وفقاً لإفادات وزير الصحة الاتحادية السيد “بحر إدريس أبو قردة”، ومن واقع مسؤوليتي كطبيبة وبرلمانية ونائب رئيس لجنة الصحة بالمجلس الوطني سابقاً، أرجو أن أوضح أن مجانية العلاج حق مكتسب منذ عدة سنوات، أُقر بعد مدافعة من المجلس الوطني من خلال لجنة الصحة آنذاك باعتبار أن علاج الحوامل والأطفال والقيصريات مسؤولية الدولة، وبناءً على ذلك اعتمد هذا الحق وضُمن في قانون الصحة العامة المادة (28) لسنة 2008م والحق المكتسب كما هو معلوم لا يمكن تعديله أو إلغاؤه بقرارات إلا في حالة تعديل القانون، الأمر الثاني أن التغطية الشاملة للتأمين الصحي لا تتعدى (40%) تقريباً ما يعني أن تحويله سيؤدي إلى حرمان أكثر من (50%) تقريباً من هذه الفئات (الأطفال والحوامل والقيصريات) من العلاج المجاني خاصة بالنسبة إلى الذين يقطنون الأرياف والمناطق النائية الذي كفله لهم القانون، لذلك ما أردنا التنبيه له أن تؤجل دراسة تحويل العلاج المجاني إلى التأمين الصحي إلى حين إتمام موضوع التغطية الشاملة بالنسبة للتأمين الصحي في كل أنحاء السودان حتى لا يحرم الأطفال من هذا الحق، كلنا يعلم مدى معاناة الأسر من أجل توفير الخدمات الصحية لأطفالهم من خلال الرعاية الصحية الأولية، ومعاناة الأطفال وتعرضهم إلى العديد من المشاكل الصحية التي تسهم في زيادة نسبة أسباب الوفيات، هذا بجانب كلفة الدواء الباهظة. أما الحوامل والقيصريات فكلنا نعلم حجم المشاكل والصعوبات التي تواجه هذه الشريحة، فمن أجل هؤلاء لابد من التأني في الدراسة واتخاذ القرارات إلى حين اكتمال تغطية التأمين الصحي ووجود ضمانات كافية وواضحة لحفظ الحقوق الصحية لهذه الفئات، ومراجعة وتعديل القانون بما يتم التوصل إليه.