ولنا رأي

رحلتي إلى القاهرة (9)

نواصل الحديث عن زيارتنا لجمهورية مصر العربية، فنذكر أن اتحاد الطلبة السودانيين وقتها كانت تهيمن عليه مجموعة من طلبة الاتحاد الاشتراكي، ولكن استطاع الإسلاميون قلب الطاولة على هذا الاتحاد، وسيطروا على كل مقاعده. وتولى الباشمهندس رحمة الله عليه “عبد السلام محمد علي” رئاسة الاتحاد واستطاع في ذاك العام أن يقيم أول أسبوع ثقافي دعا له من المؤرخين الأستاذ الراحل “التجاني عامر” والدكتورة “سعاد الفاتح البدوي” والأديب “مبارك المغربي” والأستاذ “عبد المحمود نور الدائم الكرنكي” ووقتها “الكرنكي” ما زال طالباً بجامعة الخرطوم، بجانب عدد من الفنانين أمثال الفنان “صلاح بن البادية” و”ترباس”. ومن المسرحيين الراحل “الفاضل سعيد” والأستاذ الراحل “الطيب محمد الطيب”. لقد كان الأسبوع أسبوعاً ثقافياً فعلاً قدم من خلاله العديد من البرامج والندوات المتعلقة بتاريخ السودان التي قدمها الراحل “التجاني عامر” والثقافي التي قدمها الراحل “مبارك المغربي” والدكتورة “سعاد الفاتح”. وقدم الأستاذ “الكرنكي” محاضرة قيمة كانت بداية معرفة بيني وبينه وبين كثير من الطلبة السودانيين، إن كانوا في القاهرة أو في محافظاتها المختلفة إسكندرية، الزقازيق، طنطا وغيرها. استطاع الإسلاميون الاستمرار في رئاسة اتحاد القاهرة فجاء بعد الراحل “عبد السلام” الباشمهندس “أحمد البشير عبد الله” ومن ثم الباشمهندس “عثمان ميرغني” ومن بعده جاء الأخ “السمؤال خلف الله”. ومن فضائل الاتحاد تنظيمه لأول رحلة إلى العمرة من جميع طلبة مصر، فتقدم لهذه العمرة ما يقارب الثلاثمائة طالب، وقع الاختيار عن طريق العمرة على ثلاثين طالباً أذكر من بينهم مع شخصي الزميل “محمد الشيخ حسين” و”عادل محمد أحمد” الملقب بعادل عبقرينو بشريعة وقانون الأزهر، وعدد آخر من بينهم الآن سفراء وأطباء تاهت الأسماء مع زحمة الحياة، ولكنها كانت رحلة جميلة سافرنا عن طريق القمر السعودي من السويس إلى ميناء جدة. وبعد الوصول نزلنا في أحد بيوت الشباب ومن ثم غادرنا إلى مكة لقضاء العمرة، ثم ذهبنا إلى المدينة المنورة وبعدها تفرقنا كل إلى معارفه. أمضينا تقريباً شهراً كاملاً، ففي تلك الزيارة حللت ضيفاً مع ابن أختي السيد “علاء الدين خليل” الذي كان يعمل في الخطوط السعودية، أذكر في إحدى الأمسيات وأنا معه في السيارة أوقفها في أحد الميادين بجدة لم أعرف سر نزوله، ولكن اكتشفت أنها محاولة منه لتعليمي قيادة السيارة. وكانت تلك أول مرة أبدأ فيها تعلم قيادة السيارة في بداية العام 1980م. لقد ساهم الاتحاد العام للطلبة السودانيين في تنظيم مثل تلك الرحلات، كما كان مهموماً بقضايا تسفير الطلبة إبان فترة الإجازة، ولذلك حقق الاتحاد فوائد كثيرة ساهمت في استمراره لفترات طويلة على الرئاسة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية