أمير قطر ضيفاً بالبلاد!!
يحل أمير قطر الشيخ “تميم بن حمد آل خليفة” ضيفاً على البلاد يوم غدٍ، في زيارة تستغرق يوماً واحداً، وهذه أول زيارة للسيد الأمير إلى البلاد بعد أن أصبح أميراً لقطر.. بالتأكيد هذه الزيارة ليست عادية بكل المقاييس الإقليمية والعربية والدولية، خاصة في هذا الظرف الملبد بكثير من الغيوم والتآمرات على الأمة العربية والإسلامية.. وإذا نظرنا إلى العلاقات السودانية القطرية نجدها في أحسن حالاتها، ولم يعكر صفوها شيء كما هو الآن لدى كثير من الدول التي يتعكر صفو علاقاتها لأمور بسيطة، فالقيادة في البلدين، السودان وقطر، تفهمتا الوضع في المنطقة تماماً، وتتفهمان وشائج العلاقة التي ربطت بين قيادتي وشعبي البلدين منذ السبعينيات من القرن الماضي عندما بدأت هجرة العمالة السودانية إلى دولة قطر، فأحسنت قطر ضيافة العمالة السودانية، وكانت العمالة السودانية عند حسن القيادة والشعب القطري، فأصبح المواطن السوداني محل ثقة وفخر لدى الشعب والقيادة القطرية، بل مؤتمن في كل شيء دون الجاليات الأخرى.. ومن هنا ظلت العلاقات السودانية القطرية في تطور مستمر، وإذا دخلت أي مرفق حكومي تجد السوداني مكرماً معززاً فيه، حتى الصحافة القطرية على رأسها كبار الصحفيين السودانيين، وهذه لم تتوفر في كثير من البلدان العربية، ولكن في الشقيقة قطر تجد كثيراً من الصحفيين السودانيين في المركز الثاني، ولولا الثقة المتوفرة في المواطن السوداني لما أسندت إليه هذه المهمة.
إن زيارة أمير قطر للبلاد يوم غدٍ هي فاتحة لكثير من الأمور والعلاقات في المجالات كافة، حتى الاستثمارات القطرية نجدها استثمارات عميقة، وما (الديار القطرية) إلا واحدة من تلك الاستثمارات، وقد بذل فيها الأخ “علي بن حسن الحمادي” سفير قطر السابق، الذي أمضى في السودان ثماني سنوات جهداً كبيراً، واستطاع بجهوده الخاصة وبمحبته للسودان أن يجذب رؤوس الأموال القطرية، بل أصبح هو واحد من المستثمرين القطرين في السودان، وله مساهمات وأعمال خير كثيرة بائنة للعيان كدور العبادة التي شيدها من ماله الخاص.. وظل السفير “الحمادي” صديقاً للجميع، السياسيين والصحفيين ورجال المال والأعمال والطرق الصوفية والأحزاب السياسية.. لقد استطاع خلال تلك الفترة أن يبني لنفسه ولقطر أرضية ثابتة يقف عليها من يأتي بعده.
فمرحباً بأمير قطر في أرضه ووطنه السودان ضيفاً عزيزاً.