ما بين "المتعافي" و"مأمون بحيري"!!
استضاف الأستاذ “الطاهر حسن التوم” في برنامجه الناجح (مراجعات) بقناة (النيل الأزرق) الدكتور “عبد الحليم المتعافي” وزير الزراعة السابق، تحدث عن تجاربه السابقة وحياته ونشأته وكيف اعتلى الوزارة، ولكن ما أعجبني الحلقة الخامسة أو الرابعة التي خصص جزء كبير منها عن حياة الراحل وزير المالية الأسبق “مأمون بحيري” وكيف نمت علاقته مع كريمته “هند” وكيف جاء زواجه منها. ما يميز الدكتور “المتعافي” تلك الأريحية والسر الجميل والبساطة في الحديث والصدق في ما يقول، لقد ظلم “المتعافي” من الكثيرين بسبب نجاحه الذي بدأه منذ صغره، فلم ينجح فقط بعد اعتلاء الوزارة، ولكن كان مصراً على النجاح.
“المتعافي” تحدث كيف تقدم للزواج من ابنة رجل الاقتصاد الأول في السودان، وكيف اقتحم ذلك البيت الكبير وكيف جاءت بشارات “مأمون بحيري” وموافقته على الارتباط بكريمته.. “المتعافي” كان بسيطاً أولاً مع والده عندما أراد أن يتقدم للزواج ولكن بحنكته استطاع أن يقنع والده، وكان جواز المرور لتلك الزيجة أن الأسرة تنتمي إلى السلطان “علي دينار” والأب أنصاري على السكين وشرف له ولابنه أن يصاهر أسرة “علي دينار” ولذلك عندما أخبر والده بتلك العلاقة فلم يمانع، ولكن كيف اقتنع والد العروس “هند” فقد منح المتقدم لخطبة ابنته “هند” وهو “المتعافي” مهلة شهر وهذا الشهر كثر أو قل عند السودانيين بغرض البحث عن الذي يريد الارتباط بأي أسرة، وهذه عادة ما زالت موجودة حتى الآن، وكل من يقول أنا لابد أن يسأل عنه ولذلك خشي “المتعافي” بعد انتهاء فترة الشهر أن يتجرأ على السؤال من تلقاء نفسه بماذا حدث حتى لا يكون قد أعطي (شاكوش) حسب حديثه، ولكن والد الخطيبة “مأمون” سأل والذي سأله كان عم “المتعافي” دون أن يشعر السيد “مأمون بحيري” أن الشخص الذي سأل عنه هو ابن أخيه، فقال له هذا ابن أخي وأنا أحق منك بالزواج له، وربما هذا عجل بالموافقة عندما اتصل به في اليوم الحادي والثلاثين ليعلن له عن نبأ موافقته.
الدكتور “المتعافي” طوال تلك الحلقة التي خصصت جزءاً كبيراً منها عن من هو “مأمون بحيري” وماذا استفاد منه في المجال الاقتصادي، أعجبني الدكتور “المتعافي” بترديده دائماً الوالد “مأمون بحيري” والوالد “مأمون بحيري” قال لي كذا وكذا، الوالد “مأمون بحيري” طلبني أن أذهب معه إلى الدكتور “الترابي” وإلى الرئيس، هذه علاقة نادرة بين النسيب وزوج البنت، وقال “المتعافي” إنه لم يشعر بفراق الوالد إلا عندما ارتحل “مأمون بحيري” عن الدنيا، بل أخبره قبل أسبوعين من وفاته أنه سيغادر الدنيا، أي “مأمون بحيري” وكان دائماً يقدم له النصائح المفيدة التي تعينه في عمله، قال “المتعافي” إن “مأمون بحيري” متدين بطريقته الخاصة ولم يكن مع أو ضد الإسلاميين، ولكن كان يردد له جماعتكم ديل، وعند زيارته لـ”البشير” وصفه بالرجل البسيط والسهل اللقاء بخلاف الرئيس “عبود” و”جعفر نميري” أعتقد أن تلك الحلقة من أجمل الحلقات التي قدمت في البرنامج.