رحلتي إلى القاهرة (7)
وجدت هذه الزاوية وخاصة فيما نسطره عن ذكرياتنا أيام الطلبة بجمهورية مصر العربية اهتماماً ومتابعة من الطلبة أنفسهم ومن بعض القراء. وسبق أن بدأنا نكتب يومي (الخميس) و(الجمعة)، ولكن عدد (الجمعة) البعض رأى أنه غير مناسب، لذلك سوف نستمر يومي (الأربعاء) و(الخميس) من كل أسبوع.
في الحلقة السابقة تحدثنا عن العمارة (25) بمدينة البعوث الإسلامية وقاطنيها من الطلبة السودانيين والأصدقاء من الدول العربية والأفريقية والآسيوية، أما العمارة (23) فكانت تضم عدداً محدداً من الطلبة السودانيين أمثال “قضبي” و”تاج السر الحسن عمر” رحمة الله عليه، و”بشير محمد بشير”، وهؤلاء كانوا مبتعثين من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف نالوا فيما بعد درجتي الماجستير والدكتوراة. الإخوان “عبد ربه” وعصام خليل” الأول كان يدرس شريعة وقانوناً والثاني درس زراعة والآن بالمملكة العربية السعودية، و”طه الشايقي” أيضاً ممن درسوا الشريعة والقانون.
أما العمارة (26) فكانت تضم “راشد عبد الرحيم” بكلية اللغة العربية شعبة الصحافة والإعلام، والأستاذ “عبد الله دينق نيال” لغة عربية، و”عثمان نمر” زراعة، أما بقية الإخوان والزملاء لا أتذكر عماراتهم بالتحديد، أمثال “عز الدين محمد علي” الآن طبيب، “مصطفى الخوخ” الآن طبيب، “حيدر محمد آدم” الآن طبيب، “محمد الفاضل” طبيب، “عبد العزيز حاج السيد” طبيب، “عبد العزيز السبوعي” طبيب، “محمد علي” الشايقي طبيب، “إبراهيم محمد صالح” طبيب، “سيد المهدي” من الهندسة تحول إلى أصول دين وكان مكتبة متحركة. و”سيد أحمد أبو الوليد” طبيب، “أحمد البشري عبد الله” هندسة وسبق أن رأس اتحاد الطلبة السودانيين قبل المهندس “عثمان ميرغني”، و”مشعل” و”منصور” و”سليمان سكة” من أولاد النوبة رحمة الله عليه، و”كافي” و”عبد الكريم” و”تاور” و”الصاوي البخيت” كان في الشريعة وعمل بالقضاء السوداني الآن بدولة الإمارات. و”صلاح عطا المنان” و”قيس” و”علي العوض” الآن نائب الوالي بولاية كسلا، و”أبو عبيدة” و”مجتبى” بتجارة الأزهر، و”معتصم هارون” و”مختار” بهندسة الأزهر، و”الطيب أبو الحسن” تحول فيما بعد من طب الأزهر إلى طب الخرطوم، و”المسؤل خلف الله القريش” بكلية اللغات والترجمة، و”سليمان ود الفاضل” الآن بوزارة المعارف، وشقيقه “حيدر” بكلية اللغات والترجمة.
المدينة تضم عدداً كبيراً من الطلبة السودانيين، الإخوة الجنوبيون علاقتهم كانت على حذر مع أبناء الشمال، ولكن في المناسبات كانوا يشاركون خاصة في احتفالات التخرج، أمثال “جمال” كان في الطب وبعد التخرج عمل بمستشفيات جوبا، ولا ننسى أكبر المعمرين بمدينة البعوث “كيسنجر سليمان” وهو من أبناء كردفان، و”رحال” و”إبراهيم رضوان” و”الفكي” من أولاد ودراوة، و”الحاج” من أولاد الثورة الحارة الخامسة.
من المبعوثين لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه آنذاك “عبد الله حمدنا الله” و”أحمد سعد مسعود” وكانا على قدر عال من الثقافة. كانت الغرفة (25/د/4) وهي لشخصي عبارة عن منتدى تدار وتناقش فيها السياسة والثقافة، بحضور الإخوان “عبد الله حمدنا الله” و”أحمد سعد مسعود” بجانب الأخ اليمني “عبده علي مريش” و”كمال محمد عثمان” و”عز الدين محمد علي” و”عبد الباقي كمير”، وأحياناً يستمر النقاش بعد وجبة الغداء إلى صلاة المغرب. وكثير من الطلبة كانوا يقومون بطهي الطعام من جديد بإضافة بعض البهارات وهذه بارع فيها أخونا اليمني “عبده مريش”، وأحياناً يأتي الطعام من جديد لطهيه ومن بعد الطعام تبدأ جلسة النقاش وقضايا الأدب والثقافة ومستقبل السودان، خاصة بعد أن اكتشفت (شيفرون) البترول إبان الحكم المايوي. مجتمع المدينة كان مجتمعاً مترابطاً ولذلك مازالت العلاقات قائمة بين بعضهم البعض، ومازال الأخ “يعقوب الفجو” على اتصال بالجميع في الفرح والكره وأي مناسبات أخرى. ولا ننسى هنا “عبد المنعم حمدتو” الآن طبيب وشقيقه “عمر” (زراعة) وابن أخته “أحمد سعد” و”المعز محمد أحمد” وشقيقه.
نواصل