ولنا رأي

ممارسة النشاط السياسي بين الإيجابي والسلبي!!

حسب ما نشرته صحف الأسبوع الماضي أن المسؤولين بولاية الخرطوم سيسمحون للأحزاب السياسية بممارسة نشاطها السياسي خلال أسبوع، هذا يعني أن الأحزاب السياسية ستبدأ اعتباراً من هذا الأسبوع أو أول الأسبوع القادم ضربة البداية لاستئناف نشاطها بصورة رسمية دون أن يكون هناك أي اعتراض من الجهات الرسمية خاصة الأجهزة الأمنية التي تقف بالمرصاد لتفريق الندوات السياسية التي تقيمها الأحزاب في دورها أو في الميادين والأماكن العامة، فإذا صدقت ولاية الخرطوم في قولها فإننا سوف نشهد بداية عمل سياسي حر دون تدخل من أي جهة، ولكن ينبغي أن تكون كل الأحزاب على قدر من المسؤولية بمعنى أن تقيم ندواتها السياسية بما يفيد الأمة وليس بالتراشق وتبادل الاتهامات مما يستدعي تدخل الأجهزة الشرطية لفض تلك الندوات بالقوة وهذا سوف يفسد النشاط السياسي الذي ظلت تنادي به الأحزاب منذ فترة.
إن النشاط السياسي والممارسة الديمقراطية مطلوبة ولكن ألا تكون هذه الممارسة فوضى يستغلها أصحاب الغرض لإفساد الجو الذي نحاول أن يكون معافى.
إن شبابنا لم يروا كيف تقام الندوات السياسية ولم يستمعوا إلى عمالقة الفكر والسياسيين وهم يقدمون رؤاهم عبر هذه المنابر، لكن كانت المنابر التي يتحدث فيها الطلاب بالجامعات بين بعضهم أدت إلى إفساد ذلك النشاط لأولئك الطلبة وليست لهم المعرفة التي تمكنهم احتمال بعضهم البعض، فغالبية الطلاب الآن هم دون سن العشرين بالجامعات ولذلك لم يصلوا إلى مرحلة النضج التي تمكنهم من احتمال بعضهم بعضاً.. لذا أصبحت الجامعات الآن تعج بالفوضى والطلاب يضربون بعضهم البعض مما أفسد جو النشاط داخل الجامعات وأصبحت الجامعات بين الفينة والأخرى إما مغلقة أو مجمدة للعام الدراسي، لذلك فإن الوضع في الأحزاب السياسية يختلف كثيراً عن الجامعات لأن الساحة السياسية المفتوحة ستكون أيضاً عرضة للتراشق وإذا تعاملت الأحزاب السياسية بنفس تعامل طلبة الجامعات نكون قد نقلنا التراشق والصراع من داخل الجامعات إلى الساحات وهنا الموقف سيكون مختلفاً تماماً وبصيص الأمل الذي كانت تبحث عنه القوى السياسية ستفقده لأننا سنفقد كل يوم عضواً سياسياً أو زعيماً سياسياً نتيجة تعرضه لمحاولة اغتيال من متفلتين لم يحسنوا التعامل أو لم يحتملوا حديثه في الندوة السياسية.. لذا فإن استئناف النشاط السياسي للأحزاب في ظل هذه الظروف المكهربة إما أن تكونت نتيجته إيجابية وتدفع بالعملية إلى الإعمال وإما أن تكون سلبية وتغلق الباب تماماً لأي نشاط سياسي مفتوح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية