ولنا رأي

رحلتنا إلى القاهرة (6)

نواصل الحديث عن رحلتنا إلى “القاهرة” ونحن الآن داخل مدينة البعوث الإسلامية، وهي مدينة تضم آلافاً من الطلبة الأفارقة والآسيويين والسودانيين واليمنيين، وغير ذلك من طلبة البلدان الأخرى.
من الطلبة الذين تعرفنا عليهم في بادئ الأمر الأخ “عبد الباقي محمد أحمد كميرا” الآن دكتور “عبد الباقي”، وسبق أن تولى منصب مدير جامعة “الدلنج”. “عبد الباقي” كان من الطلبة السودانيين المميزين في قسم التاريخ مع الأخ “كمال محمد عثمان”، فربطتني به علاقة السكن إذ كنا في عمارة واحدة وهي العمارة (25) باختلاف الغرف والأجنحة. وفي نفس العمارة تعرفنا على الأخ “جلال علي الفكي” الذي يدرس بالشريعة والقانون ابن عم الفنان “إسماعيل حسب الدائم”، والشاعر “محمد نور الدائم” والأخ “إبراهيم أبو حسبو” بزراعة الأزهر، وهو من أبناء حلفا و”محمد صالح” بكلية العلوم أو الزراعة لا استحضر جيداً و”علاء الدين” بكلية الزراعة وتحول بعد ذلك إلى كلية أصول الدين. ومن الطلبة الأجانب الذين تعرفنا عليهم داخل العمارة (25) “محمد أنس ذريني” وهو طالب أفغاني من مدينة “كابول” كان يحضر لدرجة الماجستير في اللغة العربية، ارتبط بعلاقة طيبة مع الطلبة السودانيين خاصة سكان العمارة. كان “أنس” في نقاش عن أن “الفنان عبد الكريم الكابلي” أصلاً من مدينة “كابول”، وكان يصر إصراراً شديداً على تلك المعلومة. وتعرفنا أيضاً على الطالب اليمني “عبده على مريش” وكان يحضر لدرجتي الماجستير والدكتوراه في اللغة العربية. لقد عشق الأستاذ “عبده” السودان ولم يشاهده ولكنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عن السودان. وأذكر عندما أذيع عن اكتشاف النفط في السودان إبان الحكم المايوي، كانت وجهة نظره أن هذا البترول سوف يجلب لكم المشاكل مع الإخوة الجنوبيين. وقتها كنا مزهوين وفرحين بهذا البترول الذي يساهم في بناء وإعمار وتنمية السودان. ولكن صدقت نبوءة هذا اليمني إذ كان واسع الإطلاع ومحباً للمعرفة. وتعرفنا أيضاً على يمني آخر ولكن ليس من سكان نفس العمارة وهو الأستاذ “طه أبا زيد” كان يحضر لدرجة الدكتوراة في اللغة العربية. الأستاذ “طه” كان سمح الخصال واسع المعرفة على خلق ودين، علمنا فيما بعد أنه عمل بجامعة “صنعاء”، وكذلك الدكتور “عبده علي مريش”. والإخوة اليمنيون ربطتهم علاقة قوية بالسودانيين، لا ندري هل لأن العلاقة القوية بين السودانيين واليمنيين الذين هاجروا إلى السودان منذ عشرات السنين قبل أن يكتشف النفط، أم أن سر تلك العلاقة بين البلدين حبهم للمعرفة. ونحن نعلم أن السودانيين واليمنيين من أكثر الشعوب العربية إطلاعاً.
في العمارة (25) كان معنا الأخ “محمد آدم” وهو من أبناء دارفور تقريباً يعمل الآن بالضرائب، كان من الأصدقاء الأوفياء وكذلكم من إريتريا “الشيخ أحمد”. وعلى الرغم من أنه كان كبيراً في السن ولكن أصر على مواصلة تعليمه. و”إبراهيم” من فولتا العليا و”اسحق” أيضاً من فولتا العليا، وطالب اندونيسي يدعى “عبد المنان” كان يحضر لدرجة الدكتوراة في اللغة العربية. ولا ننسى هنا الساعي “محمد” وهو من صعيد مصر، شخص يتمتع بالهدوء لدرجة الخوف. هؤلاء هم الذين تعرفنا عليهم بالعمارة (25) من العام 1979 وحتى العام 1983م.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية