ولنا رأي

المحليات بدأت تعمل !

} لا بد أن نثني على المحليات ومسؤوليها بتحركهم في إزالة الأنقاض والأتربة من الأسفلت ولاحظنا الكراكات مع عدد قليل من العاملين يقوم بهذا المجهود الكبير الذي أظهر طبقة الأسفلت المغطاة بالأتربة لأزمان طويلة في شارع الثورة بالنص ومناطق مختلفة من أم درمان.
} إن العاملين الذين يقومون بهذا العمل لم يكن من بينهم سيرلانكي ولا صيني ولا حبشي فكل العمالة سودانية ولم يتم استيرادها من الخارج، ولذلك نحن لا تنقصنا الآليات ولا العمال ولا المهندسين الذين يقومون بمثل هذا العمل ولكن ينقصنا الإداري الناجح الذي يستطيع أن يحرض البشر والآليات فما نشاهده الآن يثلج الصدر ويؤكد أننا بقليل من الجهد يمكن أن تكون لنا مدن تشبه مدن العالم الآخر فالأرض الزراعية متوفرة وأنواع الزهور التي تزرع متوفرة والماء متوفر ولكن ينقصنا الذي يدير كل هذا العمل في صمت وبدون ضوضاء فكل مدن العالم ظهرت ملامحها الجمالية عندما تصدى لها شخص يملك القدرات الإدارية التي نفتقدها نحن.
} فالعمل الذي يجري حالياً في الطرقات إذا ما اكتمل ستظهر جمال الطرقات أولاً وسيريح المحليات لمدة شهور من عمليات النظافة. ولكن المحلية وحدها لن تستطيع أن تصمد فترة طويلة أو أن تستمر بنفس واحد مالم تتكاتف الجهود خاصة المواطنين الذين يلقون بأنقاضهم على الطرقات وينبغي أن صدر قرار من المحليات يطالب المواطنين بإزالة أنقاض منازلهم أولاً بأول لأن وجودها له انعكاس سالب على البيئة.
} لقد ظلت المحليات في هم دائم اسمه الجبايات فتحاول أن تتحصل الجبايات دون أن يكون هناك عمل يوازي ما تتحصله المحليات، ولكن يبدو أن التغيرات التي طرأت على الدولة مؤخراً دفعت بعدد من الشباب المتحمسين وهذه ثمرة جهودهم التي نراها الآن.. كما لاحظنا أن هناك عمل كبير في سوق أم درمان خاصة في ما يتعلق بتنظيم السوق من الفوضى التي ضربت كل أركانه طبالي في الطرقات وباعة متجولين وركشات وعربات كارو فالآن هناك مجهود كبير يبذل داخل سوق أم درمان وقد وضحت معالم السوق وأصبح المواطن يتحرك بسهولة إضافة إلى إزالة الأنقاض والأتربة.. وكثيراً ما كنا ننادي بإعادة الوجه المشرق لسوق أم درمان لأنه قبلة لكثير من السياح بل هو السوق الوحيد الذي يقصده كل سائح زائر لأرض الوطن لما فيه من فنون وتراث شعبي قل أن تجده في بقية الأسواق الأخرى، فما يجري داخل السوق الآن من ترتيب وتنظيم بالتأكيد يفرح كل من يقصده ولكن نريد مزيدا ًمن التنظيم مع إيجاد بدائل للباعة الجائلين، صحيح هؤلاء شوهوا منظر السوق ولكن في نفس الوقت يريدون أن يعيشوا كما يعيش بقية التجار فإذا حددت لهم أماكن يمارسون فيها نشاطهم التجاري فلن يعودوا مرة أخرى لممارسة نشاطهم التجاري بالصورة العشوائية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية