ماذا بين متحصلي النفايات والمواطنين؟!
لا أحد الآن راضٍ عن المسؤولين في نقل النفايات ولا عن المتحصلين الذين يجبون الطرقات ذهاباً وإياباً مطالبين بتسديد القيمة الشهرية التي ترتفع كل فترة دون أن ترتفع الهمة والنشاط ونظافة الطرقات، ونقل النفايات في ميقاتها يومين كل أسبوع. كثير ممن ألتقى بهم أو يقومون بالاتصال بالصحيفة يبثون شكواهم عن سلوك متحصلي النفايات ومعاملتهم للمواطنين وكأنهم أصلاً نفايات وليس بشر.
قبل أيام ودائماً ألتقي بمتحصل النفايات الذي لا يحسن الحديث عند مطالبته بقيمة النفايات الشهرية، هذا الشاب تجده في الصباح وأحياناً عند المساء، فهل هذا متحصل نفايات أم شاريها.. وهل يعقل أن يأتيك هذا المتحصل في الأوقات غير المناسبة؟ وهل هناك نسبة مئوية تمنح له كما تمنح نسبة من المخالفات المرورية؟.
لقد أتصل عليَّ أحد المواطنين وهو يشكو مر الشكوى من سلوك متحصلي الضرائب الذي يطالب بسداد أكثر من أربعمائة ألف جنيه نظير نفايات بأحد المصانع بأم درمان، ثم مبلغ يقارب نفس المبلغ نظير تخزين لبضائع ليست للجهات المسؤولة عن سداد قيمة النفايات بولاية الخرطوم أو محلية أم درمان صلة بها، فهل تؤخذ قيمة النفايات مرتين عن مصنع واحد، وهل يعقل أن يكون سلوك أولئك المتحصلين بهذا المستوى الذي يرفع ضغط الناس أكثر مما هو مرفوع، ولماذا لا يكون المبلغ المطلوب موحد؟! لماذا يترصد متحصلي النفايات الناس وكأنما هناك عداء بينهم وبين المواطنين، لماذا لا تكون المطالبين بكل أدب واحترام مثلها ومن المبلغ المدفع لاستهلاك الكهرباء أو استهلاك المياه، لقد فشلت الولاية تماماً في إيجاد متحصلين يتفهمون أمور المواطنين.
نقترح على ولاية الخرطوم أن تتحصل على مواردها المالية كقيمة النفايات من المواطنين من نافذة استهلاك الكهرباء كما عملت الهيئة القومية للمياه فارتاح المواطن وارتاحت الهيئة وقل الضجيج والعويل بين المواطن وأولئك المتحصلين، والولاية تضمن حقوقها والمواطن يعطي دون أن يرتفع ضغطه أو سكره.
أتعجب كثيراً للقيمة العالية التي تفرضها الجهات المسؤولة عن التعريفة المفروضة عن النفايات هل هذه الكراتين التي تأتي عربة النفايات مرة في الشهر أو مرتين تستحق أن يدفع لها مبلغ أربعمائة جنيه أو أكثر، وحتى على مستوى الأحياء أو المنازل هل القيمة المطلوبة من المواطن شهرياً تساوي العمل الذي يقومون به، والله إذا منح هذا المشروع لأي جهة خارجية تقوم به خير قيام وأفضل من أولئك الذين يحتاجون هم أنفسهم إلى نظافة.
لقد زرت طهران ولم أشاهد طوال الشهر الذي أمضيته عربة النفايات ولم أشاهد في نفس الوقت ورقة واحدة طائرة على الأرض ولا كيس نايلون ولا متحصلين نفايات، كنت أسأل نفسي متى تقوم تلك الجهة المسؤولة عن نظافة المدينة بالتقاط النفايات حتى الحدائق العامة التي تجمع آلاف المواطنين إذا جئت الصباح فلن تجد فيها ورقة أو كوب شاء أو كيس.. الآن الطرقات كلها مليئة بالأنقاض والتراب وحتى الآن مخلفات المظاهرات الماضية مازالت موجودة والأنقاض كادت تغطي الأسفلت فعربة واحدة مع عدد قليل من العمال بإمكانهم أن يعيدوا للطرقات مظهرها.. لا أدري ألم يسافر مسؤولونا إلى الخارج ألم يشاهدوا تلك العواصم النظيفة والأنيقة والتي تغسل كل مساء، لماذا نحن نعيش في القرون الوسطى والعالم من حولنا يتطور بسرعة؟.
يا ولاية الخرطوم أعيدوا النظر في متحصلي النفايات قبل أن يصابوا بمكروه.