برامج لن تحل مشكلة ولو في مشكلة!!
تعتبر قناة (النيل الأزرق) من الفضائيات التي وجدت إقبالاً كبيراً من المشاهدين، ووجدت برامجها نسبة مشاهدة عالية جداً ليس لأن القناة متحررة أو معظم برامجها كلها غناء، ولكن حقيقة هناك برامج هادفة، إلا أن هناك بعض البرامج الصادمة للمجتمع سواء داخل السودان أو خارجه نظراً لأننا نعد من الشعوب المحافظة على عاداتها وتقاليدها وأسرارها وخصوصيتها.. فقناة (النيل الأزرق) وإدارتها قد يرون أن البرامج المقدمة تخدم المجتمع، وكثير من البرامج تقدم في قنوات مشابهة وبدون تحفظ، إلا أن البرامج التي تقدم على الهواء مباشرة من الصعب التحكم فيها وفي ما يطرح وفي ما يثار.
فمثلاً برنامج (ما في مشكلة) قد ترى إدارة القناة أنه من البرامج التي تخدم المجتمع ولذلك خصصت له من لهم علاقة بالسلوكيات وعلم النفس مثل البروفسور “بلدو” والأستاذة “سارة أبو” ومقدمة البرنامج “نسرين” فالبرنامج جارح وإن رأى أصحاب المشكلة أو الذين يطرحون قضاياهم أو مشاكلهم على الهواء مباشرة بلا تحفظ أو حرج.. لقد شاهدت البرنامج من قبيل الصدفة ولكن أقشعر بدني لبعض المشاكل التي انتشرت على الهواء مباشرة.
فلن يصدق أحد أن شابة لم يتعدَّ عمرها العشرين عاماً وتتحدث أن والدها قد تحرش بها جنسياً، والله إن كان الأمر حقيقة فإن هذا الأب لن يكون أباها ولتبحث عن أبيها الحقيقي.. وأن تسأل أمها عن حقيقة ذلك، وهل هي فعلاً ابنة هذا الرجل أو ابنة رجل آخر خدعتها أمها أو خدعها هو بأنها ابنته؟، فلن يصدق العقل ولو كان في غيبوبة تامة أن هذا الأب يرغب في ممارسة الجنس مع ابنته، وهذا الحديث يطرح على الهواء مباشرة يستمع له من هو داخل الوطن أو خارجه يسمعه السوداني والعربي وغير ذلك من بقية الأمم الأخرى، وهل يصدق أن في السودان أفعالاً مثل تلك.. وهل تستطيع “سارة أبو” أو بروفسور “بلدو” أو حتى المذيعة أن تحل مثل تلك المشاكل، هذه مشاكل من الصعب طرحها على الهواء الطلق وحتى طرحها بهذا المستوى، فهل “سارة” لها عصا موسى لتجد الحل لمثل هذه المشكلة الصادمة والتي تفزع كل من يستمع إليها أو مثل قصة المغترب الذي تزوج بامرأة ودخل في مشاكل معها ومع أهلها، هل هذه القضية تحل عبر الهواء المباشر.. هذه قضايا تحل وسط الأسر وفي سرية تامة، فنحن في السودان إذا كانت هناك مشاكل داخل الأسرة فيصعب رفع الصوت بها حتى يسمعها الجيران.. والمرأة التي تطلق لا أحد يعلم بها وتضرب سرية تامة حولها حتى الإخوان داخل المنزل لا يعلمونها، فكثير من العبارات الخادشة لا أدري كيف تستطيع أن ترددها السيدة “سارة أبو” وعلى الهواء الطلق، يقال لا حياء في الدين أو العلم ولكن ليس بهذه الطريقة، فالسودان يعد من الدول المحافظة وبهذه الطريقة فتحنا الباب حتى لصغارنا لسماع مثل تلك العبارات التي يصعب النطق بها حتى في الغرف المغلقة.
فيا إدارة (النيل الأزرق) أعيدوا النظر في مثل هذه البرامج حتى لا تفسدوا الذوق العام.