ولنا رأي

لا بد من موقف واضح مع الجنوب!!

إذا كانت مواقف الساسة في السودان غير واضحة ورمادية من قضايا دول الجوار مثل مصر التي بلغ الوضع فيها أكثر سوءاً نسبة للصراع الدائر الآن بين الحكومة والإخوان المسلمين، وكذلك الموقف من الوضع في سوريا التي حاولت الحرب أن تقضي على الأخضر واليابس فيها، ولكن ينبغي أن تكون مواقف حكومتنا واضحة وصريحة مما يجري في دولة الجنوب، فالوضع في الجنوب إذا تغير عما هو عليه بمعنى إذا نزعت السلطة من الرئيس “سلفاكير ميارديت” فإن الوضع الجديد سيؤثر على الشمال تأثيراً كبيراً، خاصة وأن المجموعة التي ترغب في التغيير أمثال “باقان” ومجموعته فهؤلاء يحملون حقداً دفيناً للشمال، ولن تعود العلاقة بيننا وبينهم أبداً، وقد شهدنا في الفترة الماضية كل الأحداث السالبة التي وقعت من الجنوب على الشمال كان سببها “باقان” ومجموعته فهؤلاء يحلمون بحكم السودان من نمولي إلى حلفا، كما كان يقول الراحل “جون قرنق” قبل أن يتوصل إلى اتفاقية سلام نيفاشا في 2005م، لذا على الحكومة أن تقف إلى جانب الحكومة الشرعية الحالية في الجنوب تحت رئاسة “سلفاكير” لأن العواطف في مثل هذه المواقف لا تجدي وأنصاف الحلول والمواقف الضبابية لا تجدي، وكما كان يقول الممثل المصري “عادل إمام” يا أبيض يا أسود، يجب أن يكون الموقف أبيض وواضحاً لأن الرئيس “سلفاكير” بعد أن أقال قياداته التي قادت التمرد حالياً كان يعلم تماماً أنها لا تريد أن تكون هناك علاقة بين السودان الشمالي والجنوبي، والرئيس “سلفاكير” بعد أن تذوق حلاوة السلطة يريد أن يحكم عقله في بناء علاقات مع الشمال، لذا مد يده بيضاء للشمال وجلس مع الرئيس “عمر البشير” من أجل بناء علاقات يسودها الحب والألفة والمحبة بدلاً من الفرقة والصراع والحرب.
إن ما يجري في الجنوب الآن صراع حول السلطة وليس حرباً قبلية كما يشاع حالياً، فـ”مشار” و”باقان” وكل القيادات التي كانت تقف مع “سلفاكير” كانت تسعى إلى السلطة، وكل واحد يمني النفس بأن ينفرد بحكم الجنوب، ولذلك الصراع الدائر الآن صراع حول السلطة، واستطاع “سلفاكير” أن (يتغدى) بتلك المجموعة قبل أن تتعشى به، وقلب الطاولة عليها قبل أن تقلبها عليه، ولذلك فالمجتمع الدولي الذي أحدث التغيير في الجنوب سراً لن يستطيع أن يحدث أي تغيير آخر في ظل قيادة “سلفاكير” الذي أتى به، بمعنى أن المجتمع الدولي الآن راضٍ عن “سفاكير” وإلا لدعم المجموعات الأخرى وهيأ لها الملعب لتستولي على السلطة، ولكن يبدو أن المجتمع الدولي لا يريد مزيداً من الصراع في الجنوب الذي يريد من خلاله أن يحقق كل آماله وتطلعاته، ونحن في الشمال لا نريد أن يتغير نظام الحكم في الجنوب تحت رئاسة “سلفاكير” لأن النظام الذي سيأتي بعد “سلفاكير” سيعيد الحرب من جديد للشمال، وسيحاول بشتى الطرق أن يوقف تدفق النفط عبر الشمال حتى ولو لجأ إلى إسرائيل واستعان بها في بناء خطوط أنابيب ينقل عبرها نفطها إلى أي دولة أخرى.
إن السودان الشمالي مطالب باتخاذ مواقف واضحة مع “سلفاكير” مهما كلفه ذلك من شيء لأن الدنيا مصالح والعالم الآن يقف مع مصالحه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية