حتى لا يكون منزل الزعيم محطة مواصلات!!
ونحن نستشرف أعياد استقلالنا المجيد الذي ضحى من أجله رجال سكبوا الدم والعرق من أجل أن يكون لنا وطن ذو سيادة، ما زال الكثيرون من أبناء شعبنا يجهلون هذا الاستقلال ومن الذي خاض الحروب من أجله، ومن الذي وقف في مواجهة المستعمر رافضاً الذل والمهانة ليكون لنا وطن اسمه السودان قبل أن تمزقه الحروب والمؤامرات مؤخراً.
إن أبناء الشعب السوداني يعرفون عن أوطان الغير ولكن لا يعرفون رموز بلادهم الذين جاءوا بهذا الاستقلال ورفعوا رايته عالية خفاقة، فقد سئل أحد التلاميذ أو أحد المواطنين عن من هو “عبد الله خليل”؟ فجاءت إجابته بأنها محطة مواصلات.. ونخشى أن يكون منزل الزعيم (أبو الاستقلال) “إسماعيل الأزهري” محطة مواصلات فيما بعد، نظراً إلى تكدس كل المواصلات القادمة من بحري في اتجاهها إلى داخل مدينة أم درمان، الثورات وغيرها من الأحياء القديمة.. ونخشى إذا جاء يوم من الأيام وسئل أحد التلاميذ عن من هو الزعيم “إسماعيل الأزهري” تجيء الإجابة بأنها (محطة مواصلات)، لذا نطلب من كل الجهات المسؤولة عن إدارة المرور أن تمنع منعاً باتاً أن يكون مدخل منزل الزعيم الوطني “إسماعيل الأزهري” موقفاً للمواصلات، وإذا كان لابد من موقف للمواطنين القادمين من مدينة بحري ولم يجدوا مواصلات إلا المواصلات القادمة من الخرطوم أو الشهداء، فليقرر لهم موقف خاص بدلاً عن منزل الزعيم “الأزهري” احتراماً لقادتنا وزعمائنا الذين يجب علينا تكريمهم وتقديسهم وتمجيدهم، فمثل هؤلاء في كل العالم تظل منازلهم متاحف يرتادها المواطنون من كل أصقاع الدنيا، ولكن إذا نظرنا إلى منزل الزعيم “الأزهري” الآن نجد (بائعي التسالي) والسجائر والرصيد وغيرها من المهن التي تقلل من قدر قادتنا الكبار، أما منزل الزعيم “عبد الله خليل” فأصبح مكاناً لـ(بائعات الكسرة وستات الشاي) وغير ذلك، ووالله لو سألت إحداهن عن الذي كان يقطن هذا المنزل الذي تجلس بجواره فربما لا تعرف الإجابة.
الفنانون في مصر يخلدون بإنشاء الدور التي تصبح مزادات للسياح، فكوكب الشرق سيدة الغناء العربي “أم كلثوم” منزلها أصبح متحفاً، ومعظم الممثلين الكبار والفنانين وحتى كبار الكُتاب والأدباء في مصر وفي غيرها يجدون التقدير والاحترام من شعوبهم بعد وفاتهم، لذا نحن في حاجة لمعرفة أولاً تاريخ بلادنا وتاريخ الرجال الذين ضحوا من أجله بدلاً عن الادعاء الفارغ والنفخة في غير محلها.
إن الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري الذي يحتفل الأخوة في الحزب الاتحادي الديمقراطي بمنزله سنوياً بعيد الاستقلال، لا أحد يعرف من الذي يقوم بتجديد الطلاء سنوياً!! ومن الذي يجدد علم السودان الذي من المفترض أن تتكفل الدولة به، قبل أن يقوم بذلك الأفراد، لأن الدولة لولا “الأزهري” والقيادات التي أتت بالاستقلال لما وجدت تلك الكراسي التي يجلس أفرادها عليها، وحتى بقية الأحزاب الأخرى التي تتكايد سياسياً فيما بينها، ينبغي أن يكون منزل “الأزهري” داراً لها ولكل السودانيين، يجتمعون فيه للاستقلال أو للأغراض السياسية التي فيها مصلحة الأمة السودانية.
ونوجه رسالة إلى إدارة ورجال الشرطة الذين يقفون بجوار المنزل ليل نهار، أن يبعدوا أصحاب المركبات، وألا يجعلوا من المنزل محطة للمواصلات، احتراماً وتقديراً وتقديساً للرجال الذين صنعوا الاستقلال.