ولنا رأي

الاستهتار هو سبب الحوادث الكثيرة!!

الاستهتار في القيادة يقود إلى العديد من الحوادث المرورية، الآن من امتلك مبلغاً من المال ذهب إلى أقرب مكان سيارات شراء أو إيجار، فأصبح قائد سيارة دون أن يتم التدقيق في الرخصة إذا كانت فعلاً لديه رخصة، وحتى رخصة القيادة التي وضعت لها العديد من الضوابط لم يتم التقيد بها، فكل من امتلك المال حصل عليها رغم المدارس التي أُنشئت وادعى من ادعى أن الرخصة لا تمنح إلا لمن تدرب وأتقن فن القيادة، لقد أصبح المال كل شيء في هذا الوطن المثخن بالجراح، فإدارة المرور أصبح همها كيف تحصل على رسوم المخالفات أكثر من تعقب المستهترين بأرواح العباد. أمس الأول صبي لا يتجاوز عمره الرابعة عشر امتطى دراجة بخارية لم تكن له رخصة قيادة، ولم يتقن فن القيادة سيارة أو دراجة بخارية قادها باستهتار مما أدى إلى دخوله في سيارة بأحد شوارع المدينة، فطارت الدراجة البخارية نظراً لسرعته ودخل بالزجاج الأمامي للسيارة، ولولا عناية الله ولطفه لتوفى في الحال قبل أن يستشهد من كانوا في تلك السيارة، فعناية المولى أنقذت الجميع من الموت المحقق لأن صاحب السيارة كان قد توقف قبل أن يدخل الشارع الرئيسي، وهذا الصبي عديم الخبرة وبسرعته الزائدة وعدم إتقانه لعملية تفادي تلك الحوادث المرورية جعلته يرتكب الحادث في رمشة عين، لقد حاول الذين ارتكب معهم الصبي الحادث معالجة الأمر والتنازل عن البلاغ رأفة به وحمد لله على سلامة الجميع، إلا أن الجهات المختصة والتي لم تكن موجودة لحظة وقوع الحادث حاولت أن تجرم الذي ارتكب الحادث معه بتغريمه مبلغ من المال باعتباره المتهم الأول، ألم أقل لكم إن الجهات المسؤولة أصبح همها كيف تحصل على المال أكثر من معالجة الأمور بالطرق الودية؟.. لقد تنازل الشخص عن حقه، وأهل السودان دائماً يتنازلون طواعية عن حقهم حتى ولو أدى الحادث إلى الوفاة، نجد العفو هو المتبع ولكن الدولة أصبح همها كيف تحصل على المال قل أو كثر، ألم يكن من الأفضل لتلك الجهات أن تشكر هذا الشخص على تفضله بالتنازل عن حقه طواعية دون أن يطلب منه بدلاً من مطالبته بدفع مبلغ مالي، ألم ينظروا إلى سيارته التي تهشمت كم من مال سيعيدها كما كانت، كم من المال سيعيد الشخص إلى توازنه الطبيعي قبل ارتكاب هذا الصبي للحادث معه.
إن عملية الاستهتار في القيادة أفقدتنا العديد من المواطنين ليس على طرق السير السريع كما هو في شارع (التحدي) أو (مدني) ولكن داخل ولاية الخرطوم، كم من روح أُزهقت بسبب القيادة بإهمال؟ كم من أطفال راحوا ضحايا تحت عجلات السيارات؟
ينبغي على إدارة المرور ألا تمنح الرخص لأقل من خمسة وعشرين عاماً ويجب ربط الرخصة بالتعليم، فالفاقد التربوي خاصة في سائقي عربات الهايس والحفلات ينبغي ألا يمنحوا رخصاً، وكل من ضُبط بدون رخصة يجب محاكمته بالسجن لعدة سنوات حتى يكونوا عظة لغيرهم.. إن إدارة المرور لو تابعت سائقي السيارات الخاصة والعامة متابعة دقيقة لتفادينا مثل تلك الحوادث.. فإدارة المرور عليها مسؤولية كبيرة في ضبط الشارع العام من مثل تلك الحوادث التي يرتكبها فاقدو المسؤولية!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية