ولنا رأي

ما بين "أحمد البلال" و"أحمد منصور"!!

قبل أكثر من شهر تقريباً أجرى الأستاذ “أحمد منصور” بـ(قناة الجزيرة) حواراً مع الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية قبل أن يصبح النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق.. كان الأستاذ “أحمد منصور” له هدف واحد من هذا الحوار ليس الحصول على معلومات كما يقتضي الحال من إجراء أي حوار مع مسؤول رفيع مثل النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق “علي عثمان”، فقد جاء “أحمد منصور” وهو يحاول أن يحرج “علي عثمان” ولم يفكر في الحصول على المعلومات التي يبحث عنها المواطن في مثل هذا الحوار خاصة وأن الأستاذ “علي عثمان” قليل الظهور في الفضائيات المحلية أو العالمية إلا إذا اقتضت الضرورة، ولذلك كان “أحمد منصور” في حواره مستفزاً وحاول أن يربك شيخ علي بالأسئلة المستفزة والمحرجة حتى يقول إنه أخرج شيخ علي عن تواضعه ليكسب أرضية في (قناة الجزيرة) ووسط الرأي العام السوداني على الأقل الموجود بكثرة في (الدوحة)، فلو كان الأستاذ “منصور” يريد معلومات لأعطانا معلومات على الأقل كان كشف لنا هل الأستاذ “علي عثمان” سيواصل المسيرة في منصب النائب الأول أم سيفسح المجال لغيره من منسوبي المؤتمر الوطني. وإذا قارنا بين حوار “أحمد منصور” والحوار الذي أجراه الأستاذ “أحمد البلال الطيب” رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير صحيفة (أخبار اليوم)، فالأستاذ “البلال” صحفي متميز ومقدم برامج بارع منذ الثمانينيات إبان الحقبة المايوية والذي نجح في تقديم برنامجه (لو كنت المسؤول) ببراعة، وها هو يدير حواراً مميزاً مع الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول السابق استطاع من خلال أن يحصل على العديد من المعلومات التي كان يبحث عنها الشارع من قيادي رفيع في الدولة، لم يكن “البلال” ماكراً ولا مستفزاً للأستاذ “علي عثمان” وكان الشيخ علي مرتاحاً جداً للحوار وقدم إفادات في غاية الأهمية خاصة وأنه الذي قدم الفريق أول “بكري حسن صالح” ليتولى منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية، كما فعلها من قبل عقب (نيفاشا) عندما تنازل طواعية عن مقعده للدكتور “جون قرنق” ليتراجع خطوة للوراء ليصبح نائب رئيس الجمهورية بدلاً عن النائب الأول تواضعاً وزهداً في المناصب التي يتهافت عليها الناس بكل ما يملكون بـ(الوداعية) أو بالشيوخ أو بالمال.
والأستاذ “علي عثمان” عرف المناصب منذ صغره، وتمرس على العمل السياسي لذلك لا يهمه المنصب رفيع أم وضيع، وبالبلدي نستطيع أن نقول (عينه مليانة) ومن أكل وشرب ولبس وسافر، فلن يتكالب على الطعام أو الشراب أو اللبس حتى المنصب لا يهمه، فهل يستطيع شخص آخر أن يتنازل عن موقعه طواعية يترك الأبهة والعظمة والصفافير والأحاديث ليل نهار، هذا لا يفعله إلا من امتلأ قلبه بالإيمان الصادق.
إذا قارنا الأستاذ “أحمد منصور” مقدم (بلا حدود) بـ(قناة الجزيرة) بالأستاذ “أحمد البلال الطيب” مقدم برنامج (في الواجهة) بالفضائية السودانية نجد أن هناك اختلافاً كبيراً بين الاثنين، الأول تسيطر عليه العظمة والكبرياء والترفع والأنفة والزهو، بينما الثاني الأستاذ “أحمد البلال الطيب” يمتاز بالبساطة والحنكة والمقدرة على الحصول على أكبر قدر من المعلومات من ضيفه دون استفزاز أو إخراجه عن طوره، ولذلك نجح “أحمد البلال” فيما فشل “أحمد منصور” في الحوار مع نفس الشخص، فتدفقت الكثير من المعلومات التي يبحث عنها المواطن، بينما خرج “أحمد منصور” وكأنه سجل انتصاراً على النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق “علي عثمان”.. عموماً نشكر “البلال” الذي استطاع أن يقنع الشيخ علي بهذا الحوار الفلتة، وكان بإمكان شيخ علي أن يعتذر للبلال بأن الحوار لا فائدة منه بعد خروجه من الحكومة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية