مفاجأة التعديل الوزاري!!
في نفس هذا اليوم من الأسبوع الماضي توقفت الصحيفة لأسباب خارجة عن إرادتنا، وها هي تعاود الصدور من جديد، وقد فاتت عليها العديد من الأحداث المهمة وعلى رأسها التعديل الوزاري الذي كان مفاجأة للجميع خاصة خروج الحرس القديم الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية الذي فاجأ الحكومة نفسها والرأي العام بالداخل والخارج بتقديم استقالته طواعية ليفسح المجال لغيره لمواصلة المسيرة، وكذلك خروج الدكتور “عوض الجاز” مفجر ثورة البترول، ولم تصدق تنبؤات الكثيرين الذين ظنوا لو بقي واحد في التشكيلة الجديدة لكان “عوض الجاز” لما له من إنجازات في مجال البترول، سواء أكان على مستوى الاكتشاف وحتى التصدير أم إعادة بناء ما دمرته الحركة الشعبية عند اعتدائها على هجليج، فالجميع كان يعتقد أن إعادة ضخ البترول من هجليج سيستغرق وقتاً طويلاً، ولكن بصبره ومصابرته ودفع الشباب والعاملين في هجليج استطاع أن يعيد الضخ في فترة وجيزة.. وكذلك خروج “أسامة عبد الله” وزير الكهرباء والسدود، كان مفاجأة لكل المراقبين، فالمهندس “أسامة” كان في آخر زيارة مع السيد رئيس الجمهورية إلى القضارف وسد مروي عندما حل رئيس وزراء أثيوبيا بالسودان قبل التعديل الوزاري بعدة أيام، ولم يتوقع أحد أن يكون المهندس “أسامة عبد الله” ضمن المغادرين، وكذلك الأستاذ “كمال عبد اللطيف” وزير المعادن الذي كرس جهده كله للاكتشافات الجديدة في مجال المعادن النفيسة، على رأسها الذهب وأخيراً الألماس، كما فتح الباب لكل المستثمرين العرب وغيرهم للدخول في مجالات الاستثمار بالسودان، خاصة وأن السودان يزخر بالعديد من المعادن النفيسة التي لم تكتشف بعد. إن تولي الفريق أول “بكري حسن صالح” منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية لم يكن مفاجأة، فقد كانت هناك العديد من الإرهاصات عن تولي الفريق أول “بكري حسن صالح” لهذا المنصب باعتباره أحد العسكريين المشهود لهم بالكفاءة، ووجوده في هذا المنصب تطمين للمؤسسة العسكرية، إضافة إلى أن الفريق “بكري” يمتاز بالحكمة والبساطة والعمل، بجانب أنه أصلاً زاهد، فلم نشاهده في الفضائيات الداخلية أو الخارجية يتحدث عن الدولة أو سياساتها، ولم يعلق على أي حدث وقع بالداخل سياسياً كان أو اجتماعياً (ازهد في ما أيدي الناس يحبك الناس).. هذا الزهد جعل الإمارة تأتيه دون أن يسعى لها، بعكس الذين سعوا لهذه الإمارة حتى حفيت أقدامهم وجفت حلوقهم وبذلوا كل ما يمكن من بذل، ولكنها لم تأتهم.. لذلك أعتقد أن معظم الوجوه الجديدة التي جاءت في التشكيل الجديد كانوا زاهدين فجاءتهم الإمارة وهم أبعد الناس عنها.
التشكيل الوزاري أتى بالأستاذ “بدر الدين محمد” نائب محافظ البنك المركزي ليتولى حقيبة وزارة المالية وهو من المصرفيين المعروفين، ولكن هل سيأتي الأستاذ “بدر الدين” ومعه عصا موسى ليحل مشاكل الاقتصاد السوداني؟ أم هي سياسات يقوم بتنفيذها كما فعل سلفه الأستاذ “علي محمود” وزير المالية السابق؟ وهل سنسمع نغمة الفشل من جديد؟ أم أن الوزير الجديد له بدائل يستطيع أن يعالج بها مشكلة الاقتصاد السوداني؟
لقد طالب الكثيرون بتولي الشباب مسؤولية الحكومة الجديدة، وها هم الشباب اعتلوا المناصب، “ياسر يوسف” وزير الدولة بوزارة الثقافة، وغيره من الوزراء الشباب الممتلئين حماساً.. ولكن هل الحماس وحده سيجعل لنا دولة تقضي على كثير من سلبيات الماضي؟! عموماً نحن في انتظار التجديد والتغيير من السالب إلى الموجب.
{ همسة
نشكر القراء الأوفياء الذين ظلوا على الدوام يتصلون بنا ويسألون عن عودة محبوبتهم (المجهر)، هؤلاء القراء الذين ارتبطنا بهم وارتبطوا بنا طوال الفترة الماضية، وهم على مستويات مختلفة، وزراء ومسؤولون كبار وقراء من الطبقات المختلفة.. فلهم منا كل الشكر والتقدير.