ولنا رأي

اهتمام بورشة "السيسا"!!

حظيت ورشة “السيسا” الإقليمية حول الحركات المسلحة والمجموعات السالبة وارتباطها بالجريمة المنظمة بمشاركة كبيرة، من قبل مديري الأجهزة الأمنية بالمنطقة التي انعقدت بقاعة الصداقة بالخرطوم أمس، والتي شهدت ترتيباً وتنظيماً دقيقاً مما أضفى عليها مسحة جمالية وهدوءً لم يتوفر في كثير من المؤتمرات والورش التي تقام داخل السودان أو خارجه.. كانت عملية الإجلاس للدول المشاركة منظمة مع إتاحة عدد من الكراسي خلف ممثل الدولة لأعضاء نفس الدولة.
مقدم البرنامج كان يمتلك صوتاً جهورياً ولغة عربية سليمة، أما افتتاحية البرنامج التي بدأت بتلاوة القرآن الكريم للشيخ “الهادي كباشي”، وكان يرتدي الزي الأفرنجي (البدلة الكاملة)، بخلاف ما اعتدنا عليه من قارييء القرآن دائماً الذين يرتدون الثوب السوداني الجلابية والعمة بالإضافة إلى الملفحة.. لقد رتل القرآن بصورة جميلة كصوته ولا أدري هل توجد له تسجيلات في الإذاعة السودانية أو أي إذاعات أخرى ولائية أو (FM)، فإن لم توجد فعلى إذاعات أم درمان والولائية أن يسعوا لتسجيل القرآن بصوته، حتى يكون إضافة للمقرئين السودانيين “شوقار” و”عوض عمر” و”صديق أحمد حمدون” تلك الأصوات الجميلة.
تحدث في الجلسة الافتتاحية الأمين التنفيذي “للسيسا” “أيزيك أمويو” وكلمة ممثل رئيس “السيسا” وممثل منظمة التعاون الإسلامي، والحديث منصب حول الحركات المسلحة وما تقوم به تلك الحركات ضد الأبرياء من المواطنين. ولم يخرج حديثه عن الحديث الذي قاله الأمين التنفيذي “للسيسا” “أيزيك”، بل ذكر أن السمة الغالبة في أفريقيا تلك الجريمة التي يقوم بها المسلحون، وقال إن ستة وثلاثين دولة من بين أربع وخمسين دولة أفريقية تواجه تحديات أمنية، وأن ثلاث مجموعات من تلك المجموعات المسلحة تحاول استخدام السلاح من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية، وأخرى لها أجندة سياسية للحصول على السلطة، وأخرى من أجل الابتزاز والحصول على المال وغسيل الأموال والمخدرات والاتجار بالبشر.
الورشة تحظى بكم هائل من المعلومات المتعلقة بجرائم المجموعات المسلحة التي تستهدف المواطنين. الفريق أول مهندس “محمد عطا المولى” رئيس إقليم شرق أفريقيا مدير جهاز الأمن الوطني يمتاز دائماً بالهدوء وضبط النفس، وهذه سمة دائماً نجدها متوفرة عند منسوبي الأجهزة الأمنية عندما يحتلون المواقع العليا، فحديثهم دائماً بحساب كما خطواتهم، ولذلك جاء حديثه مرتباً ومنضبطاً كأنما حسب كلماته، فتحدث عن الحركات المسلحة خاصة حركة العدل والمساواة ومشاركتها مع نظام “القذافي”، وقال إن ما تقوم به الحركات المسلحة من جرائم بشعة ومن دور سالب على المجتمع، يتطلب إنزال قرار مجلس السلم الأفريقي على أرض الواقع لإدانة العمليات الإرهابية التي تقوم بها تلك المجموعات المسلحة في المنطقة. مدير المخابرات السودانية الفريق أول “محمد عطا” أكد أن السلام أولوية لدى دولة السودان، وهذا يعني أن الدولة ظلت تسعى إلى السلام وتتنازل للأطراف الأخرى، حتى يدخلوا في عملية السلام بالبلاد من أجل الأمن والاستقرار.
أما الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية فقد ختم جلسة الورشة بالمطالبة بالتعاون الكامل والتنسيق التام مع الأجهزة الأمنية بالقارة الأفريقية، وقال إن التدخلات الخارجية عبر المجموعات المسلحة عانى منها السودان كثيراً خاصة في منطقة دارفور. وقال إن الحركات المتمردة في دارفور وقادتها الرافضين لعملية السلام، جنحوا لاغتيال وإعدام كل من جنح للسلام، كما اتخذت أساليب من خلال تلك الأفعال الإجرامية لكسب عيشها.
النائب الأول وهو يفند تجاوز المجموعات المسلحة قال إن الحكومة مدت يدها بيضاء لكل من يرغب الدخول في السلام، وقد كررها رئيس الجمهورية في خطابه السابق. وهذه دعوة صريحة وصادقة من أجل أن تعيش البلاد أمناً وسلاماً واستقراراً.
{ همسة
لقد وجد التوثيق الذي سطرناه عبر هذه الزاوية في الفترة السابقة عن (هل فشلت صحافة الحكومة) والتي وصلت الحلقات إلى تسعة وعشرين حلقة إشادة من أهل المهنة، وكل من ارتبط بهذه الصحيفة. وقد توقفنا لأسباب وسوف نعود لكشف الكثير عن فشل الذين كانوا على رأس المؤسسات الصحفية السابقة…. ترقبونا قريباً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية