ولنا رأي

وسقط الضلع الثالث في الرياضة!!

العام في خواتيمه ولم يتبق إلا شهر واحد تقريباً وعدة أيام لندخل في عام جديد من عام 2014، وإذا جاز لنا أن نقول أهم حدث رياضي في العام المنصرم، فإن هبوط نادي الموردة العريق هو واحد من أهم الأحداث الرياضية التي شهدتها البلاد، ففريق الموردة كان يمثل الضلع الثالث في الرياضة السودانية، فإذا كانت الأضلاع الثلاثة المهمة في السياسة في البلد فنقول: أحزاب الأمة والاتحادي والجبهة القومية الإسلامية إن شئت أن تقول قبل أن يحدث الانقسام إلى مؤتمر وطني أو شعبي، ولكن نسميها هكذا، فالحركة الإسلامية هي التي تجمع بينهما. وإذا نظرنا إلى الثالوث في الفن السوداني من حيث عمالقة الفن كما الرياضة والسياسة فنقول: “وردي” و”عثمان حسين” رحمة الله عليهما، و”كابلي” أو “محمد الأمين” فهؤلاء يمثلون المثلث في الفن السوداني. وإذا عدنا إلى نادي الموردة الذي هبط لأول مرة إلى الدرجة الأولى، مخلفاً وراءه كمية من الحزن والجرح في أعماق أهل الموردة، عشقوه لعشرات السنين بل كانوا يتغنون باسمه في المباريات التي كان يمثل فيها السودان .. وفريق الموردة ترك أثراً في نفوس كل من أحب هذا النادي، وهبوطه كان صدمة كبيرة ليس لأهل الموردة، ولكن لكل من عشق الرياضة السودانية. ومثلما حزن الناس على انفصال الجنوب عن الشمال الآن نحزن على هبوطه.. فلن يكون هناك دوري سوداني بدون نادي الموردة.. فأهل الموردة فرطوا فيه وكان بالإمكان تدارك الموقف منذ أن بدأ الفريق يتراجع في مستواه بسبب التبديل والتغيير في المدربين، وعدم إشراك اللاعبين الذين وضعوا بصمات واضحة في الفريق، فإبعادهم بقصد أو بدونه هو السبب الأساسي في هذا الهبوط. ثانياً الناحية المادية فالموردة كانت في حاجة إلى دعم مادي، لأن الدولة لا تدعم الرياضة عموماً ناهيك عن نادي الموردة، ولو كانت هنالك شخصية أمثال “جمال الوالي” في المريخ و”صلاح إدريس” أو “البرير” في الهلال، لما هبط النادي وهوى من علاه الفوق.. إذن المسألة الرياضية تعتمد اعتماداً كلياً على المال، وأهل الموردة ليس بينهم وجهاء كالذين في الهلال والمريخ.. ولكن نعلم أن أهل الموردة الذين كانوا يجوبون الطرقات ويحملون (الدلاليك) ويضربونها عند انتصار ناديهم، كان بإمكانهم أن يجمعوا التبرعات، وجمع المال من كل بيت لتبقى الموردة ضمن أندية القمة، ولكن عدم وجود القائد كان السبب المباشر في تردي مستواها ..
وهبوط الموردة هذا العام ليس نهاية المطاف، وبإمكان أهل الموردة أن يتحركوا، سواء كان على المستوى الفردي أو الجماعي، من أجل أن يعود النادي في الموسم القادم إلى مكانه الطبيعي، أو مناشدة الدولة باستثناء هذا العملاق من الهبوط، حتى ولو أنشيء قانون خاص بذلك لنضمن بقاء النادي في الممتاز. ولا اعتقد أن الدولة ستغلبها الحيلة في إيجاد مخرج لمثل هذا الوضع، وكم من قرارات اتخذت في السياسة والاقتصاد فلماذا الرياضة لا تكون فيها استثناءات..
عموماً ما حدث للموردة يعد كبوة وكما يقول المثل السوداني (شدة وتزول)، فالموردة بإذن الله ستعود مرة أخرى للممتاز، بتكاتف أهلها ومحبي النادي والخيرين من أهل هذا الوطن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية